يعمل الدكتور عبد العزيز الحلوي في كتابه الجديد الموسوم ب " النص الشعري القديم وقضايا التلقي" الصادر عن مطبعة الخليج العربي بتطوان(المغرب) على إغواء القراء بعامة والطلبة بخاصة على قراءة التراث الأدبي من منظور معاصر من خلال البحث عن صيغة للتلقي تحمل سمات المرونة والرصانة ومن خلال تذوق قادر على استبطان القيم الإنسانية والفنية الخالدة المتضمنة في نصوص القدامى. كتاب صغير الحجم لكن لا يخلو من لمحات ثاقبة قادرة على إنارة كاشفة لروح النص القديم. استهل عبد العزيز الحلوي كتابه بحديث عن قضايا المنهج في تحليل النص الأدبي منطلقا من تشريح الدلالات اللغوية والتيمولوجية والتداولية لمفهوم النص ومتوقعا عند ضرورة الوعي بتشابك هذه الدلالات وتداخلها وفاعلها في النص الواحد أو فيما بين النصوص، منتهيا إلى إرشاد القائ ببعض التوجيهات المنهجية التي من شأنها إضاءة طريقه إلى أغوار النص، مرحبا بالمناهج النقدية المرنة ومناهضا المدارس النقدية العازلة للنص عن سياقه الثقافي والتاريخي. وقد عالج الناقد برصانة، التلقي عند القدامى وأثره في الفهم والتذوق كما توقف بتركيز شديد عند مفهوم الانزياح وأنماطه في النص الشعري القديم وعند بلاغة الغموض الشعر وآثارها في القراءة ة التأويل مختتما دراسته بتطبيقات ماتعة على نصوص أبي تمام والمتنبي.