كالغرباء أبحث عن رغيف خبزي أبحث عن نفسي التي ضاعت في عيون الأطفال فاشهدي موتي قبل موتي 1 شوق في روحي وفي جسدي شبق وفي نفسي قلق وفي ليلي أرق و رائحة الماضي تصرخ في عروقي تجرني إلى ضفاف الطفولة تقعدني بين خبز أمي وضفيرتها المحناة تغسل خيباتي في ماءٍ جارٍ 2 وصوت من جانب الزمن يهمس منكسرا إلق أوراق الحاضر والمستقبل في سلة الماضي وول وجهك صوب الوادي وقهقه بجنون واصرخ :ثم ماذا 3 الظمأ ما زال يسلك بي فجاج التيه وأنا أعالج الثقوب في قارب تتقاذفه العواصف والشطآن تنأى في عيون المسافرين 4 ويظل الظمأ سؤالا كبيرا تغرق في متاهاته أجوبتي خلف الانتظار وأمام سنين وجهك الجميل يتهشم الظمأ كقطع البلور أو كنجوم تتدلى بين أناملك ..لتلامسني 5 وعند منعطف الغياب يقفز البحر على وجهي يعيد حكاياتي الباقية إلى ينابيع الشهوة وجهي أودعه كفيك ليهاجر في عمقك كسمكة شبقة تبحث عن مأوى تلعق جدرانك بنهم وقبل الفجر الذي يستفيق خلف ضجيج أحلامي تخرج من ظلام الحزن عباءة من رخام تمدني بالكآبة وينتهي بي المطاف إلى صوت المساكين يصرخون ولكن بجنون 6 هدئي الروع وأصغي السمع حني أطراف أيامي بحنائك الدائم لأرتمي بين جنباتك كحبيبات السراب كوني وسادة لسنيني المتعبة أيقظيني كلما نمت واسقيني دمعك كي أجن بسكر غير معهود وتعالي نحو المنافي ، نصرخ معا لتجيبنا الأشجار القصية وإناث النوارس ونبني على الماء أعشاشا أبدية تنقلي مع الريح على صدري ونحري وتجاوزي كل المدى ولعل الصدى يخبرك عن أهوال الجفاف في عمري وها هو الظمأ يشهد رحيلي إلى زرقة مبللة بموج الحزن المتكسر خلف عناقك المدهش ويظل الظمأ شاهدا على الشروخ المقدسة في نوافذ الزمن