يحكى أن رجلا كان محبوبا في قريته لأنه يروي الحكايات الجميلة للناس. يغادر منزله كل صباح و لما يعود في المساء يجتمع حوله بسطاء القوم ، الذين قضوا طول يومهم في العمل الشاق. و بتلهف كبير يسألونه: احك لنا ، ماذا رأيت اليوم ؟ يرد عليهم الرجل بامتنان كبير: لقد رأيت في الغابة إلها يحمل في يديه مزمارا ، يعزف عليه ألحانا جميلة و يأمر مجموعة من الآلهة الصغيرة كي ترقص. و ماذا رأيت بعد ذلك ؟ يسأل الناس بشوق كبير. عندما وصلت إلى شاطئ البحررأيت بين الأمواج ثلاث حوريات يمشطن ظفائرهن الخضراء بمشط من ذهب. الناس يحدقون فيه بمحبة و إكبار لأنه يؤنس وحدتهم بحكاياته العجيبة. في صباح يوم من الأيام و كما هي عادته غادر الحاكي قريته ، اتجه إلى شاطئ البحر و هناك رأى بين الأمواج ثلاث حوريات يمشطن ظفائرهن الخضراء بمشط من ذهب. اندهش الرجل و تابع مسيرته بثبات حتى وصل إلى الغابة فشاهد إلها يعزف على شبابة و مجموعة... في ذلك المساء رجع الرجل إلى قريته ، و جد الناس في انتظاره و سرعان ما سألوه: هيا احك لنا. ماذا رأيت اليوم ؟ رد الرجل باقتضاب : لم أر شيئا. الكاتب: أوسكار وايلد