أعلم أن لكل شيء بداية ونهاية، وأعلم أن العشق ككل شيء، له بدايته المبهجة وقد يتسم ببعض النهايات المقبضة، وأعلم أن الحياة ككل شيء، قد يشوبها الأمل وقد يتخللها اليأس، قد تكون مفرحة وقد تكون بائسة، كعادة كل الأشياء ،تقبل كلا الاحتمالين ولا وساطة في الحزن والفرح ، فكلاهما اجتهاد بحت لنفس شاردة، وأعلم أن الحب حلو الحياة ومرها، وأن حبكِ ككل شيء، تمتع بكل مظاهر الحب والحياة لبعض الوقت ، تمتع بقوته في البداية، وبكل اللهفة عند اللقاء، وبدمعات تسربت من كبريائها عند الفراق، وبكل الدفء وكل الحرية، وأيضا تمتع بكامل مراسم تشييع جثمانه في النهاية ، يا لبدايات حبنا ويا لنهاياته الحزينة، كزهرة الربيع تخرج من باطن الأرض وتتفتح عينيها علي الحياة وبهجتها، ثم تطأها قدم فراقك اللعين ! ويخيم عليها شبح الموت فتنتهي قبل أن تبدأ مراسم ميلادها ! ويموت معها كل حلم وكل أمل ! وأفقدك للأبد ، يا لها من حماقة متتالية لامرأة متكبرة ! ترفض رغبتي في الحياة فيها ، وتقبل أن تموت وحيدة مع بعض الوهم والخوف، أفقد معه كل طيف تمتع بالحياة وأحيله إلي الموت المؤبد والعذاب المخلد! يا لضياع سهاد كل الليالي الحيرى ! يا لحسرة كل الآمال الندية، أزهقت الخيانة كل جميل وكل أمل وكل حياة ! أذكر يوم التقت العينان، كان يوما كميلادي ، وكان معصم الربيع وبدايته ! علمت وقتها أن لضعفي لذة في عينيك أرتضيها، ولحياتي نشوة في هواك أبتغيها، وأن الفراق عنك نارا لابد أن أتقيها، أعلم أن لكل شيء بداية ونهاية، وقد ابتدأت فيها ، واكتملت خيوط الحكاية ، وحين خذلتني بخطيئة ، تعثرت قامتي، وأنّ قلبي لوعة، وتمايل الحب فيه كسكير، وتحايلت حينها علي السماحة لتطيعني ، فأطاعتني مرغمة بمرارة وانكسار ، ووليت وجهي عن كل إثم أملا في البقاء ومع هذا تناست من أنا ! وفضلا عن استعطاف مغفرتي ، استعطفت هي خاطرة الفراق، واستمرت تغني أنشودة الكذب ،وتستعذب أنَّات الخطيئة، حتى صارت حقيقتها المنشودة ، وحين ابتدعت الفراق تماثلت للشفاء من سماحتي بعد الفراق، فلا فائدة للغفران مع خطيئة مستمرة ومتعمدة . انتهيت فيها كما ابتدأت من قبل ، فليس لعشقي أيضا فائدة ، أعلم أن لكل شيء بداية ونهاية ، وكذا العشق، دائرٌ ما بين الحياة والموت في كل شروق وغروب .