التي وهبت حليها للشاعر سلّت خاتمها قالت تفضل نزعت سوارها قالت تفضل فتحت عقدها قالت تفضل ثم حلّت شعرها وقالت للطيور: اُدخلي الآن بيت القصيد... أيّتها الهيفاء شامخة أنت في جلالك متجذرة في عطش الصّحراء فكأنّما أنت ضارية في شجن القلب ومنوّرة قبة السّماء بالأخضر مثلك مثل الأمل إنّك أنت... أنت برغم القحط يا ما رياح عليك اِنكسرت يا ما رياح عليك زحفت ويمطر السّحاب أو لا يمطر السّحاب فقيرة أو جائعة لست ذليلة وطامعة أيّتها النّخلة الصّامدة ما سرّ خضرتك الخالدة؟ تميد البوادي / لا تميد أمامك بيد / خلفك بيد جريدك جريد ييبس فيحيا الجريد! لك اللّه أيّتها النّخلة وملكوت الأرض والفضاء الطيور المهاجرة والغرباء! العاشق الجريح أتى وأنت اِمرأة... لا مرود ولا حناء برموشك المذبّبة مروحي سلاما في صمتك الصّاخب أوحي كلاما وجدائلك المظلّلة اِجعليها خياما لمجمع العشاق عند حضرتك يجتمع أَوَ لَمْ تُسندي جذعك للعذراء واِهتززتِ لها فاِسّاقط التّمر أيا حاضنة الأنبياء كم قاسٍ هو الدّهر على الشّعراء! يا أيّتها النّخلة على صدرك البلح يتأرجح ووسط جذعك الممتلئ رحيقٌ عذب صاف ما أشهاه القدح فاِسقينا يا نخيلة وعلّمينا كيف ينجلي الحزن ومتى يهبّ الفرح يا نخلة الشعراء لك الصّبر/ لنا الجمر يسّاقط التّمر ولن يسّاقط الشّعر! سوف عبيد