هنا.. يأتي الشروق متأخرا كعادته! تدير الشمس ظهرها لشوارعنا المهترئة كي تستر عورتها. يمر من هنا الصباح على مضض، يستقبله اللصوص في الطريق. مابالها الطيور خرساء لا تطلق سوى فضلاتها على الرؤوس !! . توقفت عقارب الساعة عن المسير، ما عادت النساء تغني للسنابل في الحقول، أو تشعل البخور. السماء تطلق ابتسامة ماكرة في وجه فلاح فقير يظن أنه لو صعد قمة الجبل سيمسك السماء من تلابيبها !. . هنا .. يمضغنا الوقت في (المقيل)، يمجنا مع الغروب، مع بقايا عشبةٍ أظنها الزقوم من حميمٍ. العابرون.. تفوح منهم رائحة الموت البطيء، القابعون على الرصيف تكاثروا.. تعثروا .. تساقطوا إلى الأفول، عقدوا سلاما مع القطط الجائعة !. وهاهنا العزيز وامرأته وإخوته وربما .. عشيرته واللاعقون أحذيته.. انتعلوا الضمير ليقيهم الوخز أجسادهم تفوح نفطاً دماؤهم تتحرك مع مؤشر البورصة، يتكاثرون، لكنهم .. وحدهم لايعبرون لايسقطون لايرحلون..!!