الخميس الثامن والعشرون من سنة البؤس الساعة السادسة مساءا المكان كوخ قصديري من أكواخ العهد الجديد
الصمت يلفُّ المكان ، أكاد أسمع ضربات قلبي ، ينتابني شعور غريب أرغم نفسي على تدوينه في مدونة ساكني النعال النتنة ، القلم يبدواْ شاردا كشرود صاحبه المفاجأ ، الصمت يخنقني هذه المرة بعد أن أوحى إلي برغبة قاتلة ، أتأمل ما يحيط بي أمامي جدران من القصدير مثقوبة كالغربال تُدخل خيوطا نورانية مصحوبة بصوت خفيظ ، إلى الأعلى بدت في الكوخ كوة أشبه بالمدخنة كثيرا ما تحولت في فصل الشتاء إلى شلال آصطناعي ، إلى اليسار قفة خبز يابس أُغلقت بإحكام وبتنا نتخيلها نحن الجوعى قطع لحم طائر، إلى اليمين أوني صدئة وملابس رثة بالية ... على الحصير صندوق يشبه التليفزيون / تليفزيون الأبيض والأسود ، نتحلق حوله لنستمع إلى أنغام آنبعثث من أزمنة سحيقة ،ناس الغيوان ...ولرصاد...والمشاهب...تسكن نفوسنا فجأة ، تسحرنا الكلمات ونتخيل الثورة والثوار ، نصاب بالدهشة إنهم يتكلمون عنا نحن المظلومون والجوعى ...والحفاة العراة... يخرس الصندوق ومعها أنغام الزمن السحيق ، لقد نفدت البطارية...تبخرت وآنقضت وآنتهت معها الثورة إلى المائدة تتحلق الأفواه الجوعى تطلب طعاما ، تسكت به أفة الجوع الذي آمتزج بسرب ذباب وفئران تمرق وأم تهرول إلى رضيع وأب بائس مركون إلى مهربه الوحيد... اللعنة على هذا العالم القاتم... اللعنة على من يدّعي أنه جاء لينتشلك من عفونتك ... اللعنة على من يتاجر ببؤسك وفقرك ... اللعنة علينا جميعا لأ ننا صامتون...