الإثنين الواحد من دجنبر الساعة الثانية عشرة ليلا المكان: منصة الزعيم حلَ المغيب وأظلمت الدنيا وأطلً الزعيم من نافدته وقد أعلن نفسه منقذا لعالمنا السفلي من البؤس والجحيم ، قال لنا إن الله أرسله مرسلا إلينا وأنه أتى إلينا بشيرا ،كان الزعيم وقورا في هندامه وقد علت سحنته نوعا من الإتزان الخرافي المزيف ، خطب فينا بصوته الجهوري الفصيح إدعى أن ذمته أنقى من الماء الزلال وأكثر بياضا من الثلج ،وآدعى أيضا أن له أذنان إحدهما لسماع أنينا المتقطع والأخرى لسماع نبض قطعانه عفوا رعيته ، قال لنا أيضا إنه يتألم لحالنا نحن سكنة النعال النتنة رغم أنه لم يسكن نعلا نتنا في حياته ، كرر الزعيم مرة أخرى أنه مرسل إلينا رغم أن زمن المرسلين قد ولى ، وأنه نبي رغم أن زمن الأنبياء قد آنقضى وآندثر، وأنه لولانا لما جاء لكننا لم نعلم متى جئنا إليه ؟؟ وزع علينا الزعيم أورقا بيضاء آنعكست فيها قلوبنا الدمعى الممتلئة حزنا ،لكنه طمئننا واسانا بدا حنونا كالملاك في كلماته وهو يعدَ بأصابعه السبحة قال لنا من جديد : " أنتم يا معشر الحقراء، يا ضحايا الفقر والجوع ، يا ساكنى النعال النتنة ،جنتى هنا وجنتكم أنتم هناك ،فآنا لكم الإختيار ،جنة ما بعد الفناء أم جنة الدنيا السراب " صحنا جميعا هتفنا بسداجة " جنة السماء " قال الزعيم بنشوة " إدن آتركوا لي جنتي إلى الأبد وآموتواْ في آنتظار جنة السماء ". الزعيم بدا منشرحا لأنه يعلم في نفسه أننا نؤيده وشغفون بحكمه وان التلفزيون سيعلن فوزه ب 99.99 لكن الزعيم المتقشف لفترة آختفى فجأة ،عن بياذقه وآنقطعت عنا أخباره ، وعاد لنسوانه وغلمانه ومجونه ليعود مرة أخرى لتمثيله . آنقضت السنون ... الزعيم عاد لتقشفه...الزعيم رحل...الزعيم ترك آبنه الزعيم...اما نحن ففي آنتظار جنة ما بعد الفناء. [email protected]