لا أضيف لكم معلومة جديدة بأن معظم مجتمعاتنا العربية في شتى الأقطار هي مجتمعات فقيرة وفقط قلة قليلة منا لا تتجاوز الخمسة بالمئة تفوق مدخولاتهم على مصاريفهم أما الأغلبية فبصعوبة يجتازون شهرهم . هذا هو الواقع، ولو كان قضاء وقدراً لقلنا لا حول ولا قوة إلا بالله ، ولكنه ليس بالقضاء والقدر والمصاريف الكبيرة معظمها بسبب التجار وأصحاب المهن الذين لا يرحمون أبناء شعبهم ولا يتركون مجالاً لرحمة الله أن تنزل . اضطرارنا للخدمات من أصحاب المهن وللحاجيات من التجار يجعلنا احيانا بل وفي كثير من الأحيان نقبل دفع الأسعار العالية. حقيقة ان الشرع الاسلامي ينص وفق الآية الكريمة في سورة النساء ان تكون التجارة بين الناس بالتراضي ، ولكن ديننا لا يسمح بالاستغلال ، وهل يوجد فرق بين الاستغلال والربا ؟!! من العجب أن أصحاب المهن بعضهم يستغل حاجة الناس فيكفر في السعر الذي يطلبه والآمر قد يشمل أطباء أسنان وأطباء مختصون حيث يتقاضى طبيب في بلادنا على فحص وكتابة مضادات حيوية في وصفته على اربعين دولاراً بينما لا يحصل عليها العامل مقابل يوم عمل كامل.ونفس المبلغ يتقاضاه طبيب أسنان مقابل خلع ضرس. نعم يوجد حدود للربح ولكن علينا نحن المستهلكين تقع مسؤولية مهمة إذ علينا ان لا نخجل برفض السعر العالي وعلينا ايضا ان لا نشتري ونحن مضطرين بل ان ندخل اكبر عدد ممكن من المحلات وأن نقارن البضاعة والاسعار وان نسأل عن اصحاب المهن ونعرف أيهم أرحم ، ونحن إذا شئنا نستطيع ان نضع حدودا للاستغلال بمقاطعة الاستغلاليين .