بينما انا في خلوة مع نفسي ، ارتشف كوب شاي، على شرفة غرفتي، كانت خيالاتي تسافر بي؛ اذا بي أرى طيفا لم يرافقني في سهراتي القمرية ، كان صوت كوكب الشرق يؤنس وحدتي، رأيته من بعيد وحده يمشي تحت ضوء القمر، بحركاته المعتادة أنامله تتشابك وكأنه من عالم غير هذا العالم، يفكر ويتامل كل الزوايا التي يمر بها، وباقترابه بدأت ملامحه تترائ بشعره الأبيض زاده وقارا، تجاعيد وجهه التي رسمت بدقة، لم تغير من سحنته الا القليل . و كما تعودته بابتسامته المعبرة وإطلالته البهية منذ عرفته، فرغم طول الغياب ومرور السنين تذكرت اياما لن تنسى بحلاوتها ومرارتها كنا نتسامر ونتداكر ولا نترك مناسبة الا ونبصمها بضحكاتنا ، ناديته ، حاولت اللحاق به ، ناديته ، كانت خطواته تتسارع ، رن الهاتف افقت ، ادركت انه حلما .....