أيقظني المنبه الملعون في ساعة خلتها بداية فجر انبلج عند صباح جديد ، لكني صعقت وأنا أرى الساعة ، فقد جاوزت الواحدة زوالا يا لي من كسول ...لقد ضاعت مني محاضرة الصباح حول "علم الجريمة " شردت بذهني فجأة أعدَ بأصابعي كعجوز خرف كم مجرما عندنا في حينا القذر؟ الذي أردت إسماع صوت ساكنته عبر تكتل شعبي بأن أضفت لحينا القذر لفظة " الإنسانية" ولكن يبدواْ أن التسمية لم تعجب الفاهمين من "مخزن نيوز " فصارت عبارة عن مادة للسخرية مع أن الواقع لا ينقصه شيء كي يجعل منه قنبلة للتهكم والضحك المثير ، الملاعين / المجرمون خاطبني بعقليته البدائية الغابرة والمتحجرة وهل لدينا أحياء لا إنسانية ...؟ أجبته بنوع من السخرية المضادة والغير المحسوبة العواقب وبآستفهام عكسي وهل لدينا أحياء إنسانية...؟ أكيد أن أحياءنا العفنة والنتنة لا ترقى إلى مستوى الإنسانية وهل رأيتم في العالم أجمع حيا كحينا الذائع الصيت الذي تعدى في قذارته جميع المقاييس الإنسانية فهو مثل مستنقع يغرق في الفوضى ، لا كهرباء ولا ماء ولا صرف صحي ولا....ولا...إلخ إنه حي بساكنته من الهياكل البشرية كمن ينتمي إلى عصر بدائي وحجري غابر . ثم إنه في زقاقنا كم هائل من المجرمين والحشاشين ، هم لا يتذكروننا إلا في موسم أو تهريج أو تمثيلية سخيفة أو حتى بهرجة انتخابية بعضهم يعدنا بشيء ما حتى لفرط كثرة الوعود بدءنا ننسى ما وعدنا به ، يتعاقبون على رقابنا الواحد تلو الأخر السمين ...وصاحب الكرش الضخمة ...و أبو ربطة العنق .....إلخ ولا شيء تغير ولكن يا صاحبي هل تدفع نقودا مقابل وعد ؟ إنهم مجموعة من الرعاع والدهماء والبخوش ،إنه مجرد كذب في وضح النهار ونحن بسداجتنا نصدقه قال العهد الجديد... أي جديد هذا ؟ المجرم أو الملعون قال لنا في حملته إنه سيبني مستقبله عفوا سيبني مستقبلنا ، ثم إننا حقيقة بدءنا نشعر أننا ذوو قيمة فليس من السهل أن يأتي إليك المجرم بنفسه ليعرض عليك المشاركة في إجرامه عفوا برنامجه على فكرة أذكر أنهم قالوا لنا في المدرسة " إما أن تكون معنا أو نكون ضدك " والمؤسف حقا أنهم دائما ضدي ، حتى الحشاشون وصانعي " الجوانة " و" الشقايفية " و قطاع الطرق بدؤوا في تسخين الحناجر وعمل الإشهار بعضهم تحول إلى خطيب وواعظ انتخابي ، فالموسم عادة في حينا القذر يأتينا بالخير العميم أقله أننا نحصل على عمل... قصدي " عمال / بيادق " وإن كان العمل أكثر قذراة من قذارة حينا ما رأيكم لو أضفتم لنا علما جديدا أقترح تسميته " بعلم القذارة " فهل تنكرون أننا لسنا قذرين ؟ الله أعلم . عبد العالي أشرنان – 02-05-09 - المغرب