ينظم يوم السبت 12 شتنبر 2015 ، ابتداء من الخامسة عشية بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بتازة ، حفل لتوقيع كتاب " محمد مزيان : سينمائي وحيد ومتمرد " ، من إعداد الناقد والصحافي السينمائي أحمد سيجلماسي ، وذلك في إطار أنشطة الدورة الثانية للمهرجان الوطني لسينما الهواء الطلق (من 11 إلى 13 شتنبر) المنظمة من طرف نادي المسرح والسينما بتازة بدعم من وزارة الإتصال . وسيقوم بتقديم هذا الكتاب السينمائي الجديد (صدر في ماي 2015) الباحث والصحافي الأستاذ عبد السلام انويكة . فيما يلي إطلالة على حياة وأفلام (بيوفيلموغرافيا) الراحل محمد مزيان بقلم معد الكتاب : بيوفيلموغرافيا محمد مزيان : الراحل محمد مزيان (1945-2005) سينمائي أصيل ، ابن الهامش ومناضل من داخل الهامش ، اعتبره البعض بمثابة ضمير السينما المغربية نظرا لغيرته الصادقة على الفن السابع وانتقاداته اللاذعة أحيانا لمدبري شؤونه ببلادنا ، ونظرا كذلك لتفانيه في خدمة صناع الأفلام وعشاق السينما وثقافتها من الهواة وأطر الأندية السينمائية وغيرهم على امتداد ثلاثة عقود (1974- 2004) . تشهد له الفيلموغرافيا السينمائية المغربية بمساعدة العديد من المخرجين (المبتدئين بالخصوص) في إتمام أفلامهم ، كما تشهد له ببصمة خاصة في المونطاج تركها على جسد مجموعة من الأفلام نذكر منها على سبيل المثال العناوين التالية : " رماد الزريبة " (1976) للراحل محمد الركاب وآخرين و " في الطريق " (1979) للراحل أحمد المسناوي و " حنين الساذج " (1980) لمحمد آيت يوسف و " معروف تامجلوشت " (1980) لحميد بنسعيد و " كلمات وتعابير " (1980) و " غياب " (1981) لسعد الشرايبي و " طوير الجنة " (1981) لحميد بنسعيد و " أيام شهرزاد الجميلة " (1982) لمصطفى الدرقاوي و " ابراهيم ياش ؟ " (1982) لنبيل لحلو و" الزفت " (1984) للطيب الصديقي و " الناعورة " (1984) لعبد الكريم الدرقاوي والراحل مولاي ادريس الكتاني و " تراكمات " (1984) لنور الدين كونجار و " عنوان مؤقت " (1984) لمصطفى الدرقاوي و " عرس الآخرين " (1990) لحسن بنجلون و " الشاهد " (1990) للمخرج محمد دانسوغو كامارا (من غينيا) و " قاعة الانتظار " (1991) لنور الدين كونجار و " أيام من حياة عادية " (1991) لسعد الشرايبي و " لعبة القدر " (1993) لعمر الشرايبي و " خفايا " (1995) للراحل أحمد ياشفين و " صلاة الغائب " (1995) لحميد بناني و " دولار " (1995) لمحمد منخار و " خمسة أفلام لمائة سنة " (1995) لحكيم نوري وفريدة بنليزيد والجيلالي فرحاتي وعبد القادر لقطع وعمر الشرايبي و " المقاوم المجهول " (1997) للعربي بناني و " خليط " (1997) لأمين النقراشي و " زنقة القاهرة " (1998) لعبد الكريم الدرقاوي و " فاراو أم الرمال " (1998) للمخرج المالي عبدولاي أسكوفاري و " حبة " (1998) لمحمد منخار و " لحظة حلم " (1999) لمحمد فاخر و " مقبرة الرحمات " (2000) لعلي الطاهري و " حالة طوارىء " (2000) لأحمد الطاهري الإدريسي و " غراميات الحاج المختار الصولدي " (2001) لمصطفى الدرقاوي و " طيف نزار " (2001) لكمال كمال و " بيانو " (2002) للحسن زينون و " رابحة " (2002) لمحمد فاخر و " ظل الموت " (2003) لمحمد مفتكر و " الدارالبيضاء باي نايت " (2003) و " الدارالبيضاء داي لايت " (2004) لمصطفى الدرقاوي و " لقاء مع براد بيت " (2004) ليونس الغراري ... ولعل آخر فيلم شارك فيه كمساعد أول لمخرجه الشاب محمد كغاط بالإضافة إلى تشخيصه لدور صغير إلى جانب الممثل الراحل محمد بنبراهيم هو الفيلم التلفزيوني " الشاوش " من إنتاج القناة الثانية سنة 2005 . ارتبط إسم محمد مزيان بالجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم) منذ مطلع التسعينات من القرن الماضي ولم يبخل على روادها وأطرها ومنخرطيها بنصائحه وإرشاداته وأفكاره الجمعوية ومعرفته السينمائية ، حيث ساهم في تأطير العديد من الورشات حول كتابة السيناريو والإخراج والمونطاج والتصوير ومختلف التقنيات السينمائية عموما عبر التظاهرات السينمائية التي نظمت في مدن كثيرة كتازة ومرتيل وابن جرير وسيدي قاسم وأزرو والرباط وفاس ... كما وضع الأفلام الثلاثة القصيرة التي أخرجها ، " نوح " (1995) و " حورية " (1998) و " رؤى " (2000) ، رهن إشارة الأندية والجمعيات السينمائية مجانا ، وكان أحد مهندسي الدورة التأسيسية للجامعة الصيفية للسينما بتازة سنة 1993 . ولد الراحل محمد مزيان ، حسب ورقة توصلنا بها من قريبه السيد عبد الصمد أزروال ، بدوار تيغزة الصفصافات بجماعة بركين (إقليمجرسيف) سنة 1945 ، وبعد الدراسة الابتدائية بأزرو (مدرسة طيط احسن) والإعدادية بتازة (كوليج علي بن بري) والثانوية بالرباط (ثانوية الليمون) سافر الى باريس سنة 1965 حيث تلقى تكوينا نظريا وتطبيقيا في التصوير الفوتوغرافي والمونطاج السينمائي وتقنيات سمعية بصرية أخرى بمدرسة " فوجيرار " ومعاهد أخرى . وفور عودته الى المغرب سنة 1974 التحق بالتلفزة المغربية كمتعاون في تخصصه المونطاج وقام بتركيب العديد من البرامج والروبورتاجات . انتقل بعد ذلك سنة 1977 الى المركز السينمائي المغربي حيث كلف بتركيب مجموعة من الأفلام ، إلا أنه لم يمكث طويلا بهذه المؤسسة العمومية الوصية على قطاعنا السينمائي إذ بعد سنوات معدودة قدم استقالته منها ليمارس عشقه للسينما وتركيب صورها بعيدا عن إكراهات وضوابط العمل الإداري . وبالموازاة مع عمله السينمائي كموضب مارس مزيان تدريس المونطاج من 1978 الى 1983 بمعهد الحسن الثاني للتواصل السمعي البصري بالدارالبيضاء ، كما مارس تدريس التصوير الفوتوغرافي بالمعهد العالي للصحافة بالرباط في موسم 1982-1983 . حصل مزيان سنة 1995 على جائزة المونطاج بالمهرجان السينمائي الوطني بطنجة عن تركيبه للفيلم القصير " لعبة القدر " (1994) من إخراج عمر الشرايبي ، كما حصل سنة 1998 على جائزة المونطاج بمهرجان إفريقيا الجنوبية عن تركيبه لفيلم " فاراو أم الرمال " للمخرج المالي عبدولاي أسكوفاري . توفي محمد مزيان بأحد فنادق الدارالبيضاء يوم الخميس 20 يناير 2005 ، وتكريما لروحه الطاهرة وتخليدا لذكراه الجميلة واعترافا بخدماته الجليلة أحدث النادي السينمائي القاسمي ، في إطار مهرجان السينما المغربية السنوي بسيدي قاسم ، مسابقة لهواة السينما تحمل إسمه . كما حظي المرحوم قيد حياته وبعد رحيله المفاجىء بتكريمات في مختلف المدن المغربية ، من بينها تكريمه بملتقى كرسيف الثاني لسينما الهامش سنة 2014 بحضور أخيه الزبير المقيم بالدارالبيضاء وأفراد من عائلته بنواحي كرسيف . عن إدارة المهرجان : م . ع .