يخيل لي أنني رسم بلا رتوش ولست أدري أواهم أنا أم محاصر في عنق زجاجة لقد أديت واجبي بتفاني كما تؤدي الشمعة الذائبة دورها في عتمة الدهاليز المهجورة
وأنتم أيها الشعراء الغاوون حتى أنا عندي حلم وتعلمون جيدا أنني لا أريد منكم أشياء تالفة ولا مراثي عن دموع التماسيح أنا الذي خضت حروبا وحدي بمقدوري أن أكتب قصائد تافهة لن يقرأها أحد وانني من فرط الاعجاب بكم أريد أن تحدثوني عن قصائدكم المحنطة
كم أتمنى لو أنني كنت ذلك الشاعر الذي لا يعرف الكتابة ولا يجيد القراءة ولا فن الالقاء ولا التوقيع على دوايننه في الأمسيات الماجنة
آن لي ان انزوي في صومعة لأقرأ ما تيسر لي من قصة: "الأسد الجائع مع الثيران الثلاثة" وأرى بوضوح أنني ذلك الشاعر الذي فصلوا رأسه عن جسده على قنوات "السوشيو ميديا" كانت وما تزال هذه لعبة أولاد حارتي ما أن ينتهوا من قراءة خربشاتي حتى يرمون بها في سلة القمامة وأتنهد الصعداء وقلبي مفعم بالسعادة وأتساءل هل حقا قدمت شيئا مجهودا تبتسم من إنجازه التماسيح المسوسة الأسنان