هذا البحر لي لا يشاركني فيه سوى شاعر مجنون و.. فرقة من لاعبي كرة القدم الشاطئية!! المرثية الأولى: مات الشاعر مات الشاعر بماذا تنفعك،يا قلبي، الصور؟ تلك التي جمعتنا ذات صيف.. والتقطها صديقنا الثالث حينها تناولنا طعاما سيئا بمقهى القمر.. والآن.. في هذه اللحظة كل ذلك ليس بالمهم لقد مات الشاعر.. ما همني إن كانت قصائده لي أم لطيفي الذي.. على جثته عبر. مات الشاعر.. عاش الشاعر والشعر للشعر.. ما عاد وطن مات الشاعر وأغرقت الرسائل جميعها.. في حزني الضاحك بماذا تنفع الرسائل قلبي قلب الفراشات صغير.. لكنه أحيانا.. يكون من حجر مات الشاعر لا تهمني الرسائل التي تركها على الطاولة ولا ما تبقى في ذاكرة اللوز المحروق من صور!! المرثية الثانية: صومعة الشاعر حيث صومعة الشاعر المجنون أدخل خلسة حين يكتمل فوق التلة.. وجه القمر. أقلب الرماد الناعم ذاك الذي تبقى من نار الجنون عساها تنبعث قصيدة لم يسبقني لها أحد. حيث الصومعة المطلة على النهر العظيم مرت من أمامي مسرعة فراشة سوداء بل فراشتان وأشارت الأجنحة إلى النهر فمددت من نافذة الشاعر يدي لأشرب ماءَ لن يتكرر مرروه من نفس المجرى مرتين.. حيث صومعة الشاعر المجنون تنمو زهور الخشخاش على السطح المترب زهورا بكأس الشعر أخلطها كلما طلبت روح الشاعر أن أرقص قليلا مع الجنون و أكتب.. على جدار الصومعة قصيدة كل ليلة أو ربما قصيدتين المرثية الثالثة: جثة الشاعر لستَ ذلك الشاعر الألماني لا يمكن أن تقتلك وردة أبحث عن سبب مقنع لموتك ولكنني لا أجد قرب جثتك غير وردة بيضاء هل قتلتك الوردة؟ هل انغرست شوكتها الرقيقة في أصبعك؟ يدك المتشققة.. يد محارب قديم لا لا يمكن للوردة النائمة على بعد خطوتين منك أن تقتلك.. المرثية الرابعة: عينان وقبر صغير أمام نظرتك الفارغة من الضوء عرفت أن هناك قبرا حفر منذ زمن بعيد عرفت أنك نفسك لست على علم بموت الشمس في النقطة السوداء بذلك المكان العميق. كانت نظرتهما شبيهة بنظرة الرجل الذي رحل.. قبل يوم واحد من قدوم العيد دون أن يحقق حلمه الكبير حلمه العظيم بنسيان طويل. أتأملك كأية سائحة عابرة وأنثر حفنة ياسمين على شاهدة قبرك وأتمتم صلاة قصيرة: "أرقد بسلام ربما يضيء النور يوما جنبات قبرك الصغير". المرثية الخامسة: سحابة وميت وكالشوق إلى ميت تعلو سحابة طيور في الخاطر تطير عاليا عاليا أبدا على الأرض لا تهبط تجتمع تارة كجناح عملاق ثم تارة كحلم تتفرق تلك سحابة الشوق إلى ميت تلك سحابتي البيضاء التي تتجمع كثيفة في صباح موتك ثم لا تلوي على شيء تتفرق وكأنه مات في البال.. بعدما ضاق بالشوق الغياب وكأن صلواتي وداع وكأن دموعي جنازة لهذا الغياب وكأنه مات في البال وكأنني أشفق على الخاطر إن أخبرته يوما كم بعيدة المسافة نحو الضوء الذي آنست ناره فوق جبل الثلج ذاك الذي كأنه.. كان قريبا ذلك الذي كأنه.. ما كان كم بعيدة وموحشة المسافة المنحدرة من الأعلى بألف وألف عقدة من ورد وحبال وكأنه مات بالبال.. لم أغني في ذكرى رجوعه أي أغنية ولا عزفت على ناي العودة أي موال المرثية السادسة: "قطعة لويس" هنا سقطت قطعة "لويز" كنت أريد الرقص فوقها كما تفعل النساء ... في صباحات الذاكرة المنقوشة حناء لكنني اكتفيت بالوقوف أمامها كسائحة مأخوذة بالغرابة في مكان قصي ولم أذكر.. أضحكت حينها أم بكيت هنا سقطت قطعة "لويز" لمعت كنظرة غير مبالية بمن رقص ...بمن بكى بمن مضى.. سقطت هي كنجمة على جبل أسود و حكايتها أنا... حكيت هنا سقطت قطعة "لويز".. و حين رن صداها .. كخلخال عاهرة الحي كنت قد أدرت للحكاية ظهري ومشيت هنا سقطت قطعة "لويز" هنا استدار الحظ على جانبيه هنا رقص لنفسه.. كعريس هنا اقتسمنا القطعة القديمة نصف لي ونصف لك و بالتساوي أزلنا الأثر الذي خلفه رقصنا الأعرج على الطريق هنا حين مضينا غنت شجرة اللوز ساخرة:"اوهنا طاح اللويز اوهنا نشطحو عليه". * * - قصيدة من ديوان "طائر على شرفة الكلمات" الذي هو قيد الطبع ضمن منشورات "فضاءات" الأردنية.