يشكل الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج المغربي كمال لزرق "عصابات" (2023)، الذي عرض ضمن أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش السينمائي، استمرارية واضحة لفيلمه القصير المتميز "مول الكلب" (2014) بحيث يبتدء من حيث انتهى الأول، (ولست أدري لما هذه الموضة هذه الأيام التي ربما تملى من طرف ورشات الكتابة الأجنبية طارحين على المخرجة أو المخرج أن يمطط فيلمه القصير لكي يحصل على فيلم طويل. وهذه الوصفة قد تعطي فيلما طويلا جيدا كما قد تنشأ عنها تجربة إخراجية أولى فاشلة). بغض النظر عن الملاحظة أعلاه يظل "عصابات" فيلما يحترم النوع المتطرق إليه، أنجزه مخرج متمكن من أدواته، ولولا بعض التمطيط ولا أقول التطويل الذي نتجت عنه مشاهد زائدة عبارة عن أفلام قصيرة داخل فيلم طويل لا يتغير معها السرد الدرامي نهائيا ولا يحدث خلل فيه لو تم حذفها، وهذا من بديهيات الحكي والسرد بحيث يجب الحذف حتى لا نستطيع ذلك وتظل لدينا عصارة العصارة . "عصابات" فيلم يدع المشاهد مشدود الأعصاب من بدايته إلى آخره، وحتى تلك المشاهد الزائدة حاضر فيها السوسبانس والتشويق. يمكن ذكر مثلال عنها حكاية الأب والإبن والجثة مع البحار الشيخ. اختيار المخرج كمال لزرق لممثليه الرئيسيين الذين أغلبهم هواة وغير محترفين بسحنات مميزة ومعبرة عن تركيبة الشخوص كان موفقا خصوصا الممثلان اللذان أديا دور الأب والإبن، الشخصيتان الرئيسيتين في الفيلم، بحيث كان الإيقاع ينزل في بعض الأحيان حينما يظهر ممثلون محترفون خصوصا مع وصول الفيلم إلى نهايته مع شخصية المثلي الذي تم إرسال الإبن إليه كي يدفن عنده الجثة، أما شخصية الميت المقتول فقد أداها الممثل الشاب محمد حميمصة بتفوق.