يضم معرض "تجليات من وحي الفن" المقام بالمتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، أعمالاً لمبدعين شباب حازوا جائزة "أبدع" ضمن مسابقة نظمتها "مؤسسة عبد الحميد شومان" وأشرف عليها فنانون متخصصون. وتتنوع الأعمال المعروضة حتى 18 شتنبر الجاري، لتعكس تنوع المدارس التشكيلية؛ كالانطباعية والواقعية والتجريدية والرمزية، وتتوزع بين اللوحات المرسومة بالأكريليك والزيت والأعمال النحتية، التي عبّر أصحابها من خلالها عن أفكارهم ورؤاهم بطرق تعبيرية وأساليب وتقنيات مختلفة. ويتضمن المعرض الجماعي لوحات تنتمي للمدرسة الحروفية وفن التخطيط، الذي جاء وفق رؤى جمالية تبرز قوة الحرف العربي في التشكيل، سواء في اللوحات التي ارتبطت بالأداء الوظيفي للخط كوسيلة جمالية للتعبير عن الأفكار عبر جمل مكتوبة بشكل مقروء، أو في اللوحات التي اتجهت نحو الاختزال ومعالجة التصاميم على السطح ضمن رؤية بصرية تشكيلية تركز على المنطق الجمالي للحرف وأبعاده المفاهيمية، إذ تصبح الجمل والعبارات غير مقروءة أحياناً، والهدف منها ليس إيصال فكرة النص المكتوب بقدر ما هو إنجاز تكوين جمالي فني جاذب للعين، ومقارب لأساليب الزخرفة والهندسة المعروفة. وتتجه مجموعة من اللوحات نحو رسم البورتريه، ومنها ما جاء وفق المدرسة الواقعية حيث برزت ملامح الوجوه وتعبيراتها. كما تم التركيز على إبراز العناصر المؤثرة في البورتريه، كتدرج الإضاءة وانعكاسات الظل ونقل تعابير الوجه، ومنها ما خرج عن أسس نقل الصورة كما هي ليضيف إليها رموزاً تعبر عن حالات نفسية وشعورية كالانكسار والحزن والفرح. وحضرت المرأة في العديد من لوحات البورتريه، وبخاصة تلك التي تصور المرأة الفلسطينية بثوبها المطرز ولباسها التقليدي الذي يؤكد على الهوية. وتجسد لوحات أخرى أماكن ومدناً متنوعة، ومن هذه اللوحات ما اقترب من الهندسة المعمارية حيث تشكيلات البيوت التي جاءت ضمن تخطيطات هندسية واضحة من مربعات ومستطيلات وأعمدة أسطوانية، ومنها ما عبّر عن الطبيعة في المكان واختار رسم مفردات البيئة من أشجار وأنهر وأزهار. وغالبية هذه اللوحات جاءت بألوان مبهجة وهادئة في آن، كالأصفر والأحمر في واجهة اللوحة، والأزرق بتدرجاته في خلفيتها. وشمل المعرض إلى جانب اللوحات أعمالًا في النحت، منها ما ينتمي إلى المدرسة العصرية للنحت حيث التشكيلات الجمالية والرمزية، ومنها ما يمثل استعادة لمنحوتات عين غزال الأثرية، التي تعدّ من أقدم المنحوتات التي صنعها الإنسان. وقد قُدمت الأعمال المستوحاة منها بمادة الجبص الأبيض لتحاكي المادة الأصلية التي صُنعت منها هذه المنحوتات، ومنها ما جاء باستخدام مادة السيراميك. وأكد المشرف على أعمال المشاركين خلدون حجازين، على أهمية تدريب الجيل الجديد على الجوانب النظرية والتطبيقية للفن التشكيلي، بهدف تطوير مهارات الشباب وخبراتهم في هذا المجال، موضحاً أن المعرض يمثل فرصة للتأمل في الأعمال المستوحاة من مصادر فنية عدة. بدورها، قالت المسؤولة عن جائزة "أبدع"، رحمة عبد القادر، إن هذا البرنامج التدريبي يمنح الشباب الفرصة للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وإمكانية إحداث التأثير الإيجابي في المجتمع.