دأب ملتقى سيدي عثمان للسينما المغربية منذ انطلاقته على إطلاق إسم مبدع سينمائي كبير على كل دورة من دوراته ، فبعد دورة المخرج الراحل محمد الركاب سنة 2013 ودورة الممثل الراحل محمد مجد سنة 2014 ، جاء الدور سنة 2015 على الممثلة القديرة عائشة ماهماه . ومعلوم أن اختيار هذه الممثلة البيضاوية ، المزدادة بمراكش سنة 1943 والتي أتحفت المغاربة وغيرهم بتشخيصها القوي في مجموعة من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية المغربية والأجنبية ، أملته قيمتها الفنية في مجال التشخيص السينمائي وقدرتها الفائقة على تقمص مختلف الأدوار المركبة وغير المركبة بتلقائية وإقناع ملحوظين . فرغم الفرص المحدودة جدا التي أتاحتها لها سينمانا الوطنية استطاعت عائشة ماهماه أن تخلد إسمها بماء الذهب في سجل الممثلات المغربيات القديرات إلى جانب زميلاتها وزملائها في المهنة ، كما استطاعت أن تلفت إليها الأنظار بفضل أدائها المبدع في مجموعة من الأفلام السينمائية من بينها : " أياد خشنة " (2011) من إخراج محمد عسلي و " ماجد ( 2010) من إخراج نسيم عباسي و " فاطمة " (2008) من إخراج سامية الشرقيوي و " طريق العيالات " (2007) من إخراج فريدة بورقية و " ماروك " (2005) من إخراج ليلى المراكشي و " الأجنحة المنكسرة " (2004) من إخراج مجيد رشيش و " باب لبحر " أو " طرفاية " (2004) من إخراج داوود أولاد السيد و " وقائع مغربية " (1993) من إخراج مومن السميحي ... هذا بالإضافة إلى أعمال تلفزيونية لعل أشهرها سيتكوم " نسيب الحاج عزوز " ، ومسلسلات " المستضعفون " و " خلخال الباتول " و " رحيمو " و " أولاد الناس " و " بسمة المساء " ، و سلسلات " كافي تياتر " و " عائلة السي مربوح " و " واحد من زوج " ، وأفلام " حكاية زروال " و " بزداز " ... وبعض الأعمال السينمائية الأجنبية المصورة ببلادنا . تجدر الإشارة إلى أن الفنانة عائشة ماهماه ، الزوجة السابقة للممثل والمخرج المسرحي والتلفزيوني والسينمائي ميلود الحبيشي ، درست فن الدراما بالمسرح البلدي بالدارالبيضاء واشتغلت منذ أواخر السبعينات من القرن الماضي مع فرق مسرح الهواة ، وانطلاقا من مطلع الثمانينات بدأت تشق طريقها بثبات على درب الإحتراف بفضل موهبتها وحضورها القوي على الركح وأمام كاميرات السينما والتلفزيون . تتميز دورة هذه السنة ، المنظمة بالمركب الثقافي مولاي رشيد من 16 إلى 19 أبريل 2015 من طرف النادي السينمائي لسيدي عثمان ، ببرمجة عروض سبعة أفلام روائية قصيرة (" جمعة مباركة " لأسماء المدير و " لحساب التالي " لعبد الكريم الدرقاوي و " الخبز المر " لحسن دحاني) وطويلة ( " ذاكرة الطين " لمجيد رشيش و " فوق الدارالبيضاء الملائكة لا تحلق " لمحمد عسلي و" الوثر الخامس " لسلمى بركاش و " بادس " لمحمد عبد الرحمان التازي) بمعدل فيلم طويل مسبوق بفيلم قصير كل مساء ابتداء من السابعة بحضور مخرجيها أو من ينوب عنهم من ممثلين وتقنيين ، وإقامة ورشات تكوينية في السيناريو (من تأطير محمد اعريوس) والكاميرا الرقمية (من تأطير طارق الشمعاوي) والمونطاج الرقمي (من تأطير لطيفة نمير) يوميا بعد الزوال ، وتكريم شخصية الدورة الممثلة المبدعة عائشة ماهماه في حفل الإفتتاح مع عرض فيلم وثائقي حول أعمالها .