نظمت رابطات كاتبات إفريقيا مؤتمرها التأسيسي بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية يومي 9 و10 مارس 2023 تحت شعار "من أجل مد جسور الشراكة الثقافية الإفريقية"، حضرته العديد من الفعاليات الحكومية والسياسية والثقافية من المغرب ومن حوالي 40 دولة إفريقية، وتخلله معرضًا تشكيليًا للكاتبة والفنانة المغربية لبابة لعلج تحت عنوان "من الظل إلى النور". تخللت الجلسة الافتتاحية كلمة كل من السيد محمد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والاتصال الذي أكد على دعم الوزارة للرابطة بكل الوسائل المتاحة، مؤكدًا على أن أعلى سلطة في البلاد تدعم هذه المبادرة الإفريقية التي تنفتح على الإبداع والمعرفة والعلم والفكر والابتكار والتواصل جنوب- جنوب. كما أكدت السيدة عواطف حيار وزيرة الأسرة والتضامن والإدماج الاجتماعي على أن هذه المبادرة تنفتح على إفريقيا لتجاوز العديد من المثبطات والعراقيل التي خلقتها بعض الأطراف ووقفت حجرة عثرة أمام نمو بلدان القارة وتطورها على كافة المستويات، وبدورها أبدت كل الرغبة في دعم الرابطة دون قيد أو شرط. "إن مكانة إفريقيا ودورها وأهميتها، وإفريقيا الشامخة، والمنبعثة من تحت الرماد، لأن ترابها حي، ومتجدد، وعالم وعارف، ومتمكن، وقادر يمتلك الرغبة والإرادة والمعرفة والقدرة. إفريقيا العازمة على الخروج من الدوائر المغلقة، والتي أسست على مقاس قارات ومحيطات الجوار القاري، تلك التي جعلت من ترابنا الإفريقي أرضًا لإنجاز الفعل، ضد خلق الأرض للقيام بالفعل، وتلك هي المفارقة التي جعلتنا في الصفوف الخلفية، نمد طعامنا بالأطنان إلى محيطات غير محيطاتنا، لتعود قشور الموز إلينا طعامًا للواقفين منا على باب الله بمختلف حدودنا". بهذه الكلمات الرمزية والمثيرة للعقول الحرة، افتتحت السيدة بديعة الراضي رئيسة رابطات كاتبات المغرب ورئيسة اللجنة التحضيرية كلمتها، حيث أكدت على أن رابطة كاتبات إفريقيا تأتي اليوم لتأسيس سفينة الثقافة والفن والفكر تربط بين كافة دول إفريقيا من أجل التشبيك العلمي والمعرفي والتعارف وجهًا لوجه، والترافع يدًا في يد، دون الحاجة لضفاف أخرى من أجل التعريف بنا وتقاسم كل شيء بالتشارك الفعلي داخل قارتنا بالاستقلالية والحرية والمحبة التي تجمع شعوبنا. ومن أجل التشارك والتضامن الأساسي الذي يساهم كثيرًا في خلق ارتباط معرفي وعضوي وعلمي بين مختلف الشعوب والأفراد على مستوى العالم، فإن نخب إفريقيا ومثقفيها هم في حاجة إلى هذا الأمر أكثر من غيرهم، وبالتالي يبقى تأسيس رابطة كاتبات إفريقيا من المبادرات المحمودة التي تؤكد عزيمة الشعوب ونخبها في الحفاظ على هذا التضامن. وبدوره أكد السيد محمد الفران مدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، والتي احتضن هذا المؤتمر، ودعمه بكل الوسائل المتاحة، أن هذه المبادرة العظيمة تأتي في وقت مناسب لما لها من غايات كبرى وأساسية في النهوض بالثقافة والفكر والمعرفة داخل جميع بلدان إفريقيا وفق تعددية ثقافية وفكرية وسياسية مهمة. في الجلسة العامة، والتي انطلقت حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال، تم انتخاب رئيسة المؤتمر، وتوزيع اللجن: لجنة المشروع الثقافي الإفريقي، ولجنة القانون التأسيسي، إضافة إلى الإعلان عن رئيسات رابطات إفريقيا ورئيسة المكتب الدائم والذي أسفر على انتخاب السيدة الكاتبة والمبدعة بديعة الراضي رئيسة لرابطة كابتات إفريقيا بالإجماع.