نظمت رابطة كاتبات المغرب، بشراكة مع نادي أجيال 21 للثقافة والمواطنة يوم السبت 17 شتنبر 2022 بالمكتبة الوسائطية العربي الزروالي بالمحمدية، اجتماعًا موسعًا، حضرته العديد من الكاتبات والمبدعات المغربيات من الرابطة برئاسة الروائية والكاتبة بديعة الراضي وعضوات المكتب التنفيذي للرابطة، إضافة إلى أعضاء مركز أجيال 21 للثقافة والمواطنة على رأسهم الأستاذ الشاعر والمبدع عبد الغني عارف، والعديد من المثقفين والمبدعين والإعلاميين من المدينة ومن خارجها، من أجل التحضير للمؤتمر التأسيسي لرابطة الكاتبات الإفريقيات الذي من المزمع تنظيمه يوم 5 مارس 2023 بالمغرب. في كلمتها الافتتاحية عبرت الأستاذة بديعة الراضي عن مدى سعادتها بالحضور الكريم، وبمدى تلقي هذه المبادرة من رابطة كاتبات المغرب التي، منذ تأسيسها، وهي تفكر بمنطق الانفتاح على القوى الحية والمثقفة من نساء المغرب داخله وخارجه، إضافة إلى الانفتاح على المحيط الجيوسياسي الذي ينتمي إليه المغرب، وخاصة البلدان الإفريقية التي من الواجب على النخب المغربية وعلى المؤسسات والمنظمات غير الحكومية التفكير بجدية في مثل هذه المبادرات التي تساهم بشكل أساسي في بناء صناعة دبلوماسية ثقافية قوية قادرة على التأثير في المجتمعات المدنية الإفريقية، وتصحيح التصورات الخاطئة والنمطية التي يتشبع بها الكثيرون في هذه البلدان. وقد انطلقت الفكرة المبادرة من المعرض الدولي للكتاب بالرباط خلال شهر يونيو الماضي بسبع دول، ليصل عدد الدول الإفريقية المنخرطة في هذه المبادرة الثقافية والدبلوماسية الرائدة الى عشرين دولة إلى حد الآن، نذكر منها: المغرب، السنغال، مالي، كوت ديفوار، غامبيا، غينيا كوناكري، تونس، ليبيا، مصر، السودان، مدغشقر، موريس، تشاد،… فالمرأة الإفريقية في هذا الإطار مدعوة إلى الحفاظ على ثقافتها بكل أشكالها وتعدديتها وتنوعها، من خلال النشر والكتابة والبحث عن المنافذ التي من خلالها يمكن نشرها، وترويجها وإيصالها إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور والقراء. وفي الإطار نفسه، تحدثت الباحثة والكاتبة الدكتورة زهور كرام عضو المكتب التنفيذي للرابطة، حيث وقفت على أهم ما جاء في الورقة التأسيسية لرابطة الكاتبات الإفريقيات التي سيتم تقديمها في المؤتمر التأسيسي، حيث أكدت على أهمية الثقافة والإبداع في الانفتاح على المجتمعات بمختلف ثقافتها وأشكال تعبيرها وتفكيرها، وهذا ما يؤكد على أن الاختلاف والحوار والتنوع هو القاطرة الأولى لبناء التعايش الحقيقي واحترام الآخر وتقبله بكل ما يؤمن به. فاتحاد الكاتبات الإفريقيات «ليس مجرد فكرة منبثة عن الواقع، بل هو تجسيد لطموح قارة بأكملها في أن تعترف بنفسها ويعترف بها العالم، في أن يكون لما كان تحت الشمس في ظل عالم متغير. إنها إرادة بصيغة المؤنث كي تكتب إفريقيا عن نفسها بعد أن ظلت موضوعًا بكتابات الآخرين. الكاتبات جزء من الحلم الإفريقي الذي تجسده أجندة إفريقيا 2030، في إفريقيا موحدة يتنقل فيها المواطن الإفريقي بجواز سفر موحد، و»نعتقد، تقول كرام، ككاتبات أن أهم جواز لعبور الحدود هو جوازنا الثقافي وأهم هوية للتعريف بقارتنا أمام العالم هي هويتنا الثقافية الغنية والمتنوعة. لأجل هذا الحلم نجتمع في اتحاد الكاتبات الإفريقيات ونوحد الجهود من أجل إفريقيا ثقافية من أجل إفريقيا مثقفة، من أجل إفريقيا فاعلة في الثقافة العالمية». كما أكد الأستاذ الشاعر رئيس مركز أجيال 21 للثقافة والمواطنة عبد الغني عارف على أن هذه المبادرة النسوية الجميلة والرائدة هي قرار صائب واستراتيجي وقوي في إطار مؤسساتي وفق نظرة منفتحة منهن على المرأة الإفريقية، حيث أكد في مداخلته على أن المؤسسة هي السبيل الوحيد لتكريس العمل وتنظيمه وإيصال الموقف والرأي والفكرة للآخر. كما قدم بعض النصائح أو التوجيهات التي يستحضرها الاتحاد الإفريقي في مواثيقه وخاصة في الحقل الثقافي الذي يؤكد على التعاون الثقافي بين البلدان المنضوية تحت لوائه. وقبل إسدال الستار على الاجتماع، تم توقيع شراكة بين رابطة كاتبات المغرب في شخص رئيستها الأستاذة بديعة الراضي، ومركز أجيال 21 للثقافة والمواطنة في شخص رئيسه الأستاذ عبد الغني عارف.