احتضن رواق باب الرواح بمدينة الرباط، يوم 11 يونيو 2014 على الساعة 19:00 معرض جماعي، لثلاثة عشر فنانا زيلاشي (الفنانون الزيلاشيون)، يتقدمهم الفنان المغربي والعالمي محمد المليحي "المتشبث بأصيلاه" مدينةً وفناً وبأمواج بحرها.. أصيلا المطلّة على البحر، تسافر إلى الرباط، على مركب تشكيلي، يمتطيه ثلاثة عشر فنانا (محمد المليحي، محمد الأمين المليحي، حسن الشركي، يونس الخراز، محمد عنزاوي، سهيل بنعزوز، حكيم غيلان، معاذ الجباري، عبد القادر المليحي، الباتول السحيمي، نرجس الجباري، أنس البوعناني، محسن حراقي.). "فنانون حالفتهم الجغرافيا بالانتماء إلى أصيلة، و أسعفهم التاريخ بأن تزامنت طفولتهم بموسمها الثقافي وهو يباغت العالم في ولادة مترعة بالأحلام والآمال لمدينة عاشت أزمانها منطوية علىنفسها تجتر شتاءاتها الباردة في انتظار أصيافها المهربة من عتبات البيوت الواطئة إلى فضاءات الاصياف المحجوزة لحجيج السياحة المترفة." كما جاء على لسان الناقد المغربي "الزبير بن بوشتى" في صفحات الكتاب المرافق للمعرض. عرف المعرض حضور أسماء وازنة في الساحة الفنية والتشكيلية المغربية والسياسية، يتقدمه وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، الذي جاء في كلمة له في كطالوغ المعرض حول التجربة الزيلاشية "الزيلشيون الذين يلهمهم إرث فني متجدر، ومدينة بمناخ ثقافي ملائم للإبداع، يقفون اليوم على ميلاد جيل من الفنانين، اختط أسلوبه الفني الخاص، وأسس مدرسته الفنية المتميزة التي استأثرت باهتمام النقاد المغاربة والأجانب".. أتّت محمد المليحي المعرض بعملين حديثين له، يأسران مخيلتك، وأنت تدخل من الباب المترع على أمواجه، أمواج أصيلة، أصلية المليحي، عراب الفنانين الإثنى عشر. الذي لم ينسى أو يتناسى أصيلة.. وأينما رحل وارتحل، يأخذها معه في كلامه وأعماله. يرافق عمليْ المليحي عديد الأعمال لباقي الفنانين الزيلاشيون.. الذين يتبعون خطواتهم الفنية بأصالة وحداثة تشكيلية.. يقول الطاهر بن جلون حول تجربتهم أنه " يستحيل الحديث عن تجربة كل فنان منهم على حدة، غير أن الثابت الذي يشكل المشترك بينهم هو هذا الحضور المجازي، الاستعاري، متخيلا كان أو مبتكرا لأصيلة." أصيلة التي فتحت مند 1978، موانئها للتشكيل والثقافة، لتستقبل دون أي انقطاع، العديد من الفنانين والأدباء المغاربة والعالميين.. وجاعلة من جدرانها لوحة تشكيلية، قابلة للإنمحاء والتجدّد. بتجدّد زوارها.. أصيلة بألوان قوس قزح الثلاثة عشر، تنتقل إلى الرباط لتضع رحالها وأمتعتها/لوحات فنانيها الزيلاشيين. نذكر من بينهم: الباتول السحيمي: عمل/أثر الباتول السحيمي أكثر من قطعة فنية، أو شيء مزياً، ، يبلور ويختزل رسالة. إنه ينبثق من رؤيا نقدية عن العالم، برؤية مزدوجة، روحانية وبحثية (تنقيبيه). إنه سؤال فكري أكثر منه حُلم.. أنه كتابة جديدة لفكرة تتجاوز وتخالف، بأساليب ورموز، معطّرة ومخالفة لإجبارية الوضع الثابت. محمد أمين المليحي: يجعل محمد أمين المليحي من السند، حقلا رمزي (مليء بالرموز)، مُسْكن بمواضيع متخمة بالمعاني. الرموز الأخذة إلى الجوهر وتنفلت في الفوضى، فوضى التخيل. في هارمونية مُسْعدة. مسقاة تُحفوية، لخصوبة في زمن الجفاف اللاأنطولوجي. لائق به أن يجعل لنفسه مصدرا وحيدا لتأملاته الجديرة بالثقة. حكيم غيلان: حكيم غلان، في عملٍ دؤوب لإعادة إنتاج إيكونوغرافيا راسية بعمق في الانفعالية والذاكرة، العائلية، وأحيانا أنتيمية، وليست أبدا زائدة. بتحالف متين، بين الحرث المتواصل وتحدي البساطة. نرجس الجباري: تذهب نرجس الجباري للاستماع إلى المادة. التي تضع فيها ثقتها الكاملة، لأنها تؤمن بالنقلات الخارقة التي يُلهمها إياها العمل المُنتج. مُصابة بحساسية الرؤية المسبقة، تعيد نرجس ترجمة/تفسير/تمثيل الشيء/الأمر في مشروع تحرٍ وبحث معمق. إنها تُساءل اليومي في حركياته فقط لتجسد نزَعَات العالم ونزواته.