جلست شارد الذهن أفكر متألما، طلقت الحياة حينا من الزمن وغصت في الأعماق أبحث عن قارب النجاة ،كانت الشمس قد أفلت إلى ما وراء المغيب بعد أن تركتني أصارع العتمة ، لم أكن أشعر بالحياة تسري ببساطة كأني مبنج أو مسلوب الإرادة ،ورغم أن صوت الطبيعة غطته أصوات البشاعة ومزجته بصورة القذارة فأعطتنا مشروبا بنكهة النذالة. الشحاذون يطرقون مخيلتي عفوا جيبي يريدونه عروسا لأكفهم الذابلة رغم انه يستنجد بكونه يريد أن يظل أعزب ،وماسحو الأحذية درك المجتمع الأسفل يضايقون السياح والسائحات الشقراوات القادمات من الفردوس الأرضي ويتهجون الكلمات، نصفها معجم هارب من قريحة سكارى أو دماغ ملوث وأنا أحملق كأبله لم تسعف المفردات لسانه أمام معشوقة يحاول عبثا أن يسقيها رحيقا ترفض تذوق طعمه . صوت بشع يأرق مسامعي الحزينة ،ابحث له عن مصدر أغير المكان لا يتوقف الصوت أأحاول العودة بالذاكرة إلى الوراء متسائلا أين سمعت هذا الصوت؟ ذاكرتي تعتصر قليلا أطرح السؤال مجددا أنت أيتها العيون المحدقة بما تهمس لك القريحة الآن ؟يتحول الصوت إلى صراخ هذه المرة بالمكشوف ” إنه صوت الخبز نعم خبز المذلة.”