وفي متابعة ما ورد في العدد السابق من سلسلة مقالات، مدينة طنجة في عيون زائريها " حوار مع السّراب ورجع صدى لأشباح الصحراء" المتعلق بتحليل الفضاء الروائي، للكاتب بول بولز وفلسفته الوجودية، نسوق لكم التتمة التي كنا قد توقفنا عندها في تحليلنا الأخير: "وبدأت عين كررفة تخرج من خمولها اليومي. وخلف الحصن المشيد بالقرب من المسجد على تلة صخرية عالية بوسط مركز المدينة، كانت الأحياء قد بدأت تفقد طابعها الهندسي، وبها نعثر على بقايا الحيّ القديم للسكان المحلّيّين. وفي الدكاكين التي كانت اللّمبات تبزق فيها والمقاهي المفتوحة حيث تطفو دخانين الحشيش، بل وحتى في غبار للطرقات المحفوفة بأشجار النخيل، رجال قاعدين ومنهمكين في تحضير النار وتسخين الماء لشرب الشاي.." ونلتمس في هذا الوصف الفوتوغرافي، عين الكاتب الأنثروبولوجي وهذه الدقة الرهيبة في محاولة المسك بحقائق الأشياء ورموزها. والمعنى العميق من وراء هذا الاستعراض الطبيعي للواقع الخام، إذا صح التعبير، سنقف على تفسيره في فلسفته الوجودية التي سنتعرض لها لاحقا في هذه المقاربة التحليلية. ولنتابع الآن، اللوحات الطبيعية المتلا حقة بكل عنف ألوانها ومرارة واقعها: "وفي الغبرة بالخارج، كانت الفوضى الأفريقية في التمدد والانتشار، ولكن مسلوبة وللمرة الأولى من كل تأثير أوربي، لدرجة أن هذا العرض قد بدا في قمة الطهارة، الشيء الذي تفتقد إليه كل المدن الأخرى..". شاي في الصحراء بول بولز إنها محاولة للقبض على الزمن الفردوسي، الذي فقدته مدن الشمال بمدنيتها الصناعية وضوضاء مدنها الصاخبة وجعجعة ألاتها الدائرة ليل نهار. فما جاء الكاتب بول بولز باحثا عنه في هذه الربوع، التي تبدو ما تزال تتمتع بعذريتها وبراءتها، هو ما فر منه وتركه خلف ظهره فرارا من كل مدنية آلية. فلنتابع معه قائلا: "لقد كان القمر قد وصل إلى وسط السماء، حين وصلا إلى القلعة التي وجداها مغلقة. وكيت التي كانت تمسك بيد تونر، رفعت فيه عيونها قائلة: – والآن ما العمل؟ وتردّد قليلا ثم أشار إلى الجبل الرملي الذي كان يشرف على البرج. وصعدا ببطء على طول امتداد الكثبان. وكانت الرمال الباردة تملأ أحذيتهما: "فخلعاها وتابعا سيرهما. وهنالك في الأعلى كان الوضوح شديدا، وكل حبة رمل كانت تعكس شذرة من الضياء القطبي الساقط من السماء… إن السكون المطلق يصبح شديد القوى بمجرّد ما نرغب أن نأتمن به ولو للحظة واحدة، إنه من الصعوبة بمكان أن تكسر هذا السّحر". هذا المقطع الأخير لمشهد الضياء القطبي المتناثر عليهما، يفسر بشكل عميق رؤية الكاتب بول بولز للوجه السماوي والصافي للطبيعة العلوية في مقابل الوجه الأرضي، الذي كثيرا ما يصفه بصور شديدة القسوة والمرارة، كوصف الأماكن الوسخة والقاذورات وما شابه ذلك. أما عن فلسفته بول بولز الوجودية، نستهل نظرته بهذه الفقرة الواردة أدناه: "وكما صرّح بنفسه، ثمة فارق آخر ملحوظ بين السّائح والمسافر الرّحّالة. وهذا الفارق يكمن في أن السّائح يقبل بحضارته بدون اعتراض، بينما يقوم المسافر في الأثناء نفسها بمقابلتها بالأخرى، ويرمي متخلصا من العناصر التي لا يقبلها." دوافع واحتياجات السائح الزائر والعابر عبور الكرام بكاميراته ونظرته المتعالية، في مقابل فلسفة المسافر الرحالة. فهذا الأخير لا يسافر من أجل التقاط صور فتوغرافية، وإنما بحثا عن معنى لفلسفة وجوده، لذا قد تدوم سفرته أو رحلته بتعبير أدق، مدى الحياة. الشيء الذي حصل للكاتب بول بولز، الذي جاء كمجرد مسافر لربوع أفريقيا الشمالية واستقر بمدينة طنجة بشكل نهائي ودائم. paul bowles let it come down ولنتابع معه من روايته: وفي هذه الليلة، استيقظ منتحبا. لقد كان إنسانه بئرا غائرة وعميقة بآلاف الكيلومترات، وعاود صعود مناطق تحت أرضية بإحساس حزين وراحة لامتناهية.. ولكن بدون أي تذكار لحلمه باستثناء الصوت الموشوش الذي همس: "إن الروح هو الجزء الأكثر تعبا من الجسم". وهنا يستوجب علينا إبداء ملاحظة لها دلالة هامة في سياق فلسفة بول بولز الوجودية. فإذا كانت الوجودية "السارترية" تتميز بماديتها التشاؤمية والوجودية "الكيردكاردية"(نسبة إلى الفيلسوف كيرد كارد) بطابعها المسيحي، فإن وجودية بول بولز ذات طابع ميتافزيقي، ولئن كانت لا تخلو من تفاؤل. هنا تكمن لديه نظرته الوجودية المادية، ولكنها تشتمل ضمنا على هذا الأيمان العميق بأبدية الروح المطلقة: وفجأة، خطر بباله أن جولة عبر البادية هي عبارة عن رمز للعبور عبر الحياة. وليس لنا الوقت الكافي للتمتع بالتفاصيل، فنقول غدا، ولكن… ونعرف جيّدا في أعماق أنفسنا، بأن كل يوم هو فريد ونهائي ولن يعود أبدا". وأيضا: " لقد كانت اللحظات الأولى من وجود جديد، وجود غريب كانت تلمح فيه بأنها لن تعرف بعده قط مفهوما للزمن… ولم تعد تتذكر المحادثات التي تناولاها عن فكرة الموت، لربما لأن فكرة عن الموت هي فكرة لا يربطها أي شيء بحضور الموت". فكرة الموت، أو تجربة الموت في هذه المقاربة الوجودية، تفضل عديمة المعنى كتجربة شخصية أمام التجربة الحياتية، التي لا تريد أن تتخذها بعين الإعتبار أو أن توليها أية أهمية تذكر. وفي هذا السياق الحواري الدائر بين كيت وبورت: فقالت كيت: – ولماذا لا تمدد رغباتك لتشمل كل الإنسانية طالما أنت هنا؟ – الإنسانية؟ صاح بورت. ما هي الإنسانية؟ أنا سأقول لك. الإنسانية هي كل أحد منّا، باستثناء أنفسنا. وبالمحصلة، ما فائدة التي قد يحملها كل واحد منا لها؟ فقال بورت بهدوء: – انتظر قليلا.. انتظر قليلا.. أريد أن أوضح هذا معك. فأنا أقول بأن الإنسانية، هي بالتحديد أنت، وهذا هو الذي يجعلها ذات فائدة. – برافو ! صاحت كيت.. ! فعقب بورت: – أية جحشنة، قال بسخرية. إننا لسنا أبدا الإنسانية، فكل أحد ليس سوى إنسانه الفقير الذي يظل حتما وحيدا". أحدهما يختزل الإنسانية في تجربته الشخصية كفرد، ولآخر يريد أن يفسرها بالإنسانية جمعاء. ونتابع ما ورد بشان هذه الفلسفة الوجودية من مؤلفاته الأخرى، كمثل روايته الأيادي الزرقاء: " إنه إحساس فريد لا شأن له مع الشعور بالوحدة، لأنه يفترض ذاكرة. وهنا في هذا المشهد المعدني بالكامل، والمضاء بالنجوم مثلما بالنيران، حتى الذاكرة نفسها تختفي، ولا يبقى لك سوى تنفسك ودقات قلبك. وعملية غريبة للإدماج الذاتي، التي لا شيء ممتع فيها، تبدأ عملها فيك. وفي هذه الحال لك الاختيار أن تحاربه والتمسك بأن تبقى نفس الشخص الذي كنته أو أن تترك له حرية التصرف. لأن لا أحدا، بعض قضائه لبرهة زمنية في الصحراء، أن يكون هو نفسه تماما." وأيضا من روايته الغابة المتوحشة: "هذا ما كان بإمكان عاقل أن يرد به، ورد به، ونطق به، ومع ذلك، كان يشعر بالعالم الخارجي الذي يفر منه، منسحبا بسرعة فائقة أمام صعود هذا الغثيان اللّا محتمل.. وأدرك بأنه عما قريب لن يظل من إنسانه الخاص سوى واقع فاحش، وسجين خلايا وحيدة من وجوده." وبين كيت وبورت: " وجذبت كيت تنورتها وقالت: "حين كنت شابة…" – شابة؟ – أعني، قبل بلوغي العشرين من عمري، كنت أعتقد بأن حركة الوجود لا تكف عن التسارع، وأنها تصير كل سنة أكثر غناء وعمقا، وبأننا نتعلم أكثر، ونكسب حكمة وفهما وبأننا نسير بعيدا جدا في الحقيقة… وبدت مترددة، في حين انفجر بورت بضحكة فجائية: – والآن تعلمين بأنه ليس كهذا؟ نعم؟ هذا شبيه جدا بسيجارة، النفخات الأولى رائعة، ولا نتخيل بأننا سنرى لها نهاية. ثم تصبح الأمور طبيعية. وفجأة ندرك بأننا على وشك إنهائها تماما. حينها فقط نشعر بمرارة الطعم. – ولكني واعية دائما بحسرتها وأعلم دائما بأنها لن تدوم، قالت. – إذن عليك أن تقلعي عن التدخين. – يا لك من بئيس، صاحت. بإمكاننا أن نلخص فلسفة الكاتب الوجودية، بهذا الحوار الأخير الذي دار بين كيت وبورت. فالتجربة الوجودية الحياتية لها تطلعاتها وأحلامها ولذاتها ومكتسباتها الفردية كما لها مرارة نهايتها لأن لا شيء يدوم على هذه المعمورة، باستثناء تحرر الروح من قلقها الوجودي. عن الواقع المعطى التي تدور فيه الأحداث الروائية، نصادف وجهة نظر الكاتب: "وماسحي الأحذية كانوا نصف عراة، ينظرون إلى الرصيف وهم منحنين على صناديقهم في خمول شديد، وليس لديهم أية حيوية لطرد الذباب الذي كان يحتشد على وجوههم. وفي داخل المقهى كان الهواء أكثر برودة ولكن بلا حركة تتخلله روائح البول وخمرة "سوري". وعند طاولة في ركنة يكتنفها الظلام، كان يجلس ثلاثة أمريكيين: رجلين وامرأة شابة. كانوا يتحدثون بهدوء وراحة بال، على طريقة أناس لهم كل حياتهم أمامهم..". نقد لاذع إذا صح التعبير، وكما قد لمحنا له في نظرة الكاتب للمختبر الدنيوي السفلي، في مقابل السماوي النقي والبريء. ولكن الكاتب بهذا المقطع، يمهد لعرض وجهة نظر المستعمر المتمثلة في السياح ونقصد ميسيز لايل وابنها. وعن ميسيز لايل، قال بورت : لقد كانت حياة ميسيز لايل خالية من كل اتصال شخصي، بينما كانت بها رغبة شديدة له. ولقد كانت تختلق المواقف من أجل هذا، ولكن كل شجار كان محاولة محبطة لتربط مع الآخرين علاقات إنسانية. ومع إريك نفسه، قد وصلت بها الحالة لغاية تقبل الشجار بينهما كحالة طبيعية من الحوار. وقال بورت مستنتجا بأنها المرأة ألأكثر وحدانية التي لم يلتق بخلافها في حياته، ولكن كل هذا يتركه غير مبال بها.." ميسيز لايل: " العرب ! صاحت ميسيز لايل. إنهم حثالة وجنس وسخ لا شيء لهم في حياتهم سوى التجسس على الآخرين.. وماذا تنتظر منهم أن يعملوا سوى هذا. آه ! إنهم يحتقروننا، والفرنسيين وسخين مثلهم" نظرة استعمارية استعلائية، يسوقها الكاتب متمثلة في هذه الشخصيات السياحية المتجسدة في الأم المصابة بالعزلة وابنها الموصوف بالغباء. وهي في العمق، نظرة المستعمر الأوربي الأبيض، وخطابه عن باقي المخلوقات البشرية، التي كان يعتبرها دونه حضارة وثقافة ومدنية وذكاء. وأيضا: – لقد كنت على فراش الموت بأحد المستشفيات بفاس والممرضة العربية جاهلة لدرجة أنها لا تعلم كيف تعمل حقنة. بطبيعة الحال، الأحداث الروائية تدور في مستهل الثلاثينات، وصور مثل هذه لعالم كان ما يزال يمتد بتراثه التقليدي إلى القرون الوسطى غير مفاجأة لنا. ولكن صدق تعبير المؤلف و حسه ألإنساني الرهيف، جعله يحتل مقاما مرموقا، من بين كل الكتاب والأدباء الذين زاروا هذا البلد السعيد ونقصد المغرب، وهذه المدينة الساحرة العالية بأسوارها، ونعني مدينة "طنجة". وختاما، أسوق هذه النادرة عن الكاتب بول بولز في مقابلة له مع الكاتبة الصحفية "جيرتورد ستاين"، حين عرض عليها إحدى قصائده لتبدي وجهة نظرها فيها، فعلقت عليها ببعض الملاحظات. ولكنها حين قابلته للمرة الثانية، لاحظت بأنه لم يجر عليها أي تعديل، فقالت له مصارحة "أنت لست بشاعر، لأن الشاعر، لا يكتف بالملاحظات بل يسرع إلى تعديل نصه الشعري بعدها..". وهذا باعتقادي ما يجعله يميل إلى الكتابة النثرية. ولكن هذا الأسلوب الوصفي الذي سيمارسه الكاتب في رواياته سيأتي في حلة واقعية شديدة التصلب، تتسم بالرهبة والرعب والوحدة الموحشة. ولئن كان لا يخلو في معظم اللحظات الصافية برومانسية مدهشة. ولو كان شاعرا لزاد على أوصافه للمناظر الطبيعية البدائية، علامة إبداعية رمزية كما عند رامبو من قصائده الرائية، ولكنه اكتفى بما ورد في رواياته، من تفكيك الصور الشعرية لأبيات منعزلة، وزرعها كزهور نثرية في تربة كما في فضاءات عالمه النثري. وهذه الجمالية النثرية هي ما تفسر استمراريتها الإبداعية في مجمل رواياته، لغاية روايته المدهشة " ومن بعدك الطوفان… ! " بقلم فؤاد اليزيد السني – بلجيكا – 16-06-2020 المصادر والوثائق المعتمدة – https://www.google.fr/search?q=photos+de+paul+bowles&sxsrf=ACYBGNRNaLiq2BislIzcSpzXPhotos/ – الصور المتواجدة بالمقالة الأولى هي ل بول بولز في بيته بطنجة، في مكتبته، مع زوجته، وفي لباس مغربي تقليدي. – طنجة في العصر الوسيط، المجال ، المجتمع، الثقافة والسلطة، د.رشيدالعفاقي ود. أمحمد جبرون ود. محمد بكور ود. خالد طحطح. أعمال الندوة الدولية المنعقدة بطنجة في 19-20-21 أبريل 2019 .منشورات المركز الثقافي أحمد بوكماخ، طنجة / المغرب. – تاريخ الدولة الأموية في الأندلس، د. عبد المجيد نعنعي، دار النهضة العربية، بيروت/ لبنان، تاريخ النشر غير وارد. – بيت جنيراسيون – Beat Generationهو تيار أدبي وفني، ظهر في مستهل الخمسينات بالولايات المتحدة. وهذه التسمية قد استخدمت لأول مرة سنة 1948 من قبل الكاتب جاك كرواك ليصف بها محيطه الأدبي والأدباء المنتسبين إليه. والكلمة محرفة عن كلمة فرنسية " béat" التي تعني الإرتياح ومن مرادفاتها السعادة، لتصبح بمرجع مفردة أمريكية " beat"عامية لدى السود الأمريكان تحمل معاني الانكسار والتعب والتعاسة والفقر. وتميز أدبيات هذا التيار بالتمرد على كل ما يعتبر من المقدسات الأخلاقية في مجتمع ما... – L'Espionne de Tanger (El tiempo entre costuras) est une série télévisée espagnole en onze épisodes de 88 minutes produite par Boomerang TV d'après le roman de María Dueñas, et diffusée entre le 21 octobre 2013 et le 20 janvier 2014 sur Antena 3. – – La série a été remontée en 17 épisodes d'environ 45 minutes et doublée en 25 langues. Elle est disponible en France depuis le 18 juillet 2016 sur Netflix, et au Québec, elle est diffusée depuis le 9 septembre 2017 sur Unis1. El tiempo entre costuras , 2009 – traduit en français sous le titre Le Fil du destin par Eduardo Jiménez, Paris, Editions France Loisirs, 2011, 795 p. (ISBN 978-2-298-03923-8) – réédité sous le titre L'Espionne de Tanger, Editions Robert Laffont, 2012, 598 p. (ISBN 978-2-221-11629-6) MisiónOlvido, 2012 – traduit en français sous le titre Demain à Santa Cecilia par Eduardo Jiménez, Editions Robert Laffont, 2014, 427 p. La templanza, 2015 – traduit en français sous le titre Soledad par Eduardo Jiménez, Editions Robert Laffont, 2017, 509 Un thé au Sahara, Gallimard, coll. « L'Imaginaire », 1980 Après toi le déluge, Gallimard, coll. « L'Imaginaire », 1988 La Maison de l'araignée, Promeneur, coll. « Roman », 1993 (en) (fr) Leurs mains sont bleues. Récits de voyage, Points, 1995 La Maison de l'araignée, Le Livre de Poche, coll. « Littérature & Documents », 1995 (en) Let It Come Down: ANovel, Harper Perennial, 2006 Réveillon à Tanger, Gallimard, coll. « L'Imaginaire », 2007 Romans, Gallimard, coll. « Quarto », 2008 Paul Bowles et Liliane Abensour (Traduction), Leurs mains sont bleues, Points aventure, coll. « Réédition », 2016. William Burroughs (trad. de l'anglais par Gérard-Georges Lemaire), Entre chats [« The Cat Inside »], Christian Bourgois éditeur, coll. « Bouquins », 2009 (1re éd. 1986), 112 p. « Patrick Hubner, « The Tangerine Dream : la Cité de l'entre deux mondes » » [archive], sur babel.revues.org, 1er février 2015 (consulté le 30 janvier 2016). (en) « Short papers: "FiftyYears of Naked Lunch: from the Interzone to the Archive... and back." – Academic Commons » [archive], sur academiccommons.columbia.edu (consulté le 30 janvier 2016). « Catalogue SUDOC » [archive], sur www.sudoc.abes.fr (consulté le 30 janvier 2016). (en) « Columbia UniversityLibraries Online Exhibitions | "Naked Lunch": the First FiftyYears » [archive], sur exhibitions.cul.columbia.edu (consulté le 30 janvier 2016). (en) Regina Weinreich, « Naked Lunch: Behind the scenes », Entertainment Weekly's EW.com, 17 janvier 1992 (lire en ligne [archive], consulté le 1er décembre 2016) Rondeau Daniel : Chagrin lorrain (avec François Baudin), Paris, Le Seuil, 1979. L'Âge-Déraison, Paris, Le Seuil, 1982. Trans-Europ-Express, Paris, Le Seuil, 1984. Tanger, Paris, Quai Voltaire, 1987. Edition poche, Paris, Hachette, Le Livre de poche, no 6783. L'Enthousiasme, Paris, Quai Voltaire, 1988; Paris, Grasset, 2006, coll. "Les Cahiers Rouges". Chronique du Liban rebelle 1988-1989, Paris, Grasset, 1991. Les Tambours du Monde, 1989, Paris, Grasset. Siraj Ahmed. De Tingi à Tandja : le mystère d'une capitale déchue. In: Antiquités africaines, 30,1994. pp. 281-302. DOI : https://doi.org/10.3406/antaf.1994.1232 La période phénicienne C'est environ en 1520 av. J.-C. que l'on fait remonter le commencement de la navigation des Phéniciens par le détroit de Gibraltar et la fondation de leurs premiers établissements de commerce sur la côte occidentale du Nord du Maroc. Puis les Carthaginois, de bonne heure, cherchèrent à exploiter le pays, se maintenant autour des ports et ne dominant le reste du pays que par l'intermédiaire de chefs indigènes investis du manteau rouge. La grande expédition maritime confiée à l'amiral Hannon (Le Périple de Hannon) avait exploré la côte atlantique et fondé des colonies. Mannert estime que c'était à peu près l'époque où Carthage était parvenue à sa plus grande splendeur, c.-à-d. durant la période comprise entre le règne de Darius ler et le commencement de la première Guerre punique. Tingîs (Tanger) et Lixus (Tchemmich, près de Larache) existaient déjà, mais c'est alors que furent fondés les principaux comptoirs de la côte, comme Thymiateria (Mehediyab), Sla (Rabat), etc. L'Arche de Noé est, d'après la Bible, un navire construit sur l'ordre de Dieu afin de sauver Noé, sa famille (sa femme, ses trois fils ainsi que leurs épouses) et ainsi qu'un couple (ou sept couples) de toutes les espèces animales pour les sauver du Déluge sur le point d'advenir. L'Arche de Noé est, d'après la Bible, un navire construit sur l'ordre de Dieu afin de sauver Noé, sa famille (sa femme, ses trois fils ainsi que leurs épouses) et ainsi qu'un couple (ou sept couples) de toutes les espèces animales pour les sauver du Déluge sur le point d'advenir. L'histoire figure dans le livre de la Genèse, du chapitre 6 au chapitre 9, correspondant à la Parasha Noah. Noé est souvent mentionné dans le Coran, particulièrement dans la sourate 11, intitulée « Houd », des versets 27 à 51. في فيلم "شاي في الصحراء" للمخرج الإيطالي "برتولوتشي" المأخوذ عن رواية "السماء المقنعة" لبول بولز التي تدور أحداثها في مغرب الأريعينات. السماء الواقية (بالإنجليزية: The Sheltering Sky) هو فيلم مأخوذ عن رواية بنفس العنوان لبول بولز ومن إخراج برناردو برتولوتشي. تم تصويره في صحراء ورزازات في المغرب عام 1990. وتدور أحداث الفيلم عن حبيبين أمريكين هما كيت وبورت الذين يأتيا إلى المغرب في رحلة. ويموت بورت نتيجة لمرض أصيب به فتفقد كيت رشدها لتنضم إلى قبائل الطوارق البربرية وتعيش معهم. مصطفى ذكري. كان بول بولز يكره الغرب، لكنه يكتب للقارئ الغربي: يقول إبراهيم الخطيب المترجم والناقد المغربي، في مقدمته لقصص "البستان"، للكاتب الأمريكي بول بولز (1999- 1910): عندما حل بولز بطنجة لأول مرة في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي، فإن الأمر لم يكن يعني له في ذلك الوقت أكثر من زيارة اصطياف عابرة لمدينة تخومية بالمعنيين الجغرافي والحضاري. لكن بورت بطل بول بولز في رواية "السماء الواقية" الذي حل في المغرب، يرى أن السائح يستعجل العودة إلى بلاده بعد أسابيع قليلة، أما الرحالة فلا ينتمي إلى أي مكان أكثر من انتمائه إلى المكان الذي يليه، وهو ينتقل ببطء على فترات زمنية تمتد لسنوات. ولحل هذا التناقض نقول إن بول بولز لو كانت زيارته لباريس، لكان سائحاً يستعجل العودة إلى بلاده، لنفوره من الحياة الحديثة، أمّا اختياره للمغرب، فهو اختيار بحدس مسبق، طمعاً في حياة رحالة لشرقٍ بدائي. كان بول بولز يكره الغرب، لكنه يكتب للقارئ الغربي. في الكتاب المميز "بول بولز وعزلة طنجة" للروائي المغربي الراحل محمد شكري (2003- 1935)، يقول تينسي وليامز عن الكاتب الأمريكي: إن بول بولز أهم كثيراً من الأماكن التي يكون فيها. تفسير هذا القول يعود إلى أن بولز لا يكتب كتابة سياحية مثل باولو كويلو في "الخيميائي.. ساحر الصحراء"، تكون البطولة فيها المكان فقط، بل إن حضور الشخصيات في قصص وروايات بولز، يُشبه كثيراً الحضور القوي الآسر لشخصيات إرنستهيمغواي، نفس الصرامة والاقتضاب والدقة في رسم الخيوط الدرامية، وهي أمور تفرض على القارئ، أخذ الشخصيات بأهمية قصوى. تتساوى لدى بولز، فنيَّة البناء لشخصية المرأة العجوز الشرقية البدائية في قصته الشهيرة "العقرب"، مع فنيَّة البناء لشخصية كيت المرأة المتحضرة الغربية في رواية "السماء الواقية". بول بولز يحب أن يشعر بالخوف، لكنه لا يعرف لماذا. يعتقد أن الخوف هو الذي يدير العالَم، الخوف هو الانفعال الأقوى كما كان يرى سلفه العظيم إدجار آلان بو، لكنه يختلف مع بو الذي يضع شخصياته تحت وطأة الخوف. يبدو بولز، وكأنّه يكتب بخوفه، خوفه متعة شخصية مثل سيجارة الكيف والشاي المنعنع والكتابة في السرير. لا يظهر الخوف على شخصياته التي تسير ببطء بارد نحو مصيرها التراجيدي القاتم. لو سُئل بول بولز عن قيمة ظهوره في فيلم "السماء الواقية" 1990 للمخرج برتولوتشي، لقال: مُخرج مُراهق، الفنان الواقف وراء العمل الفني لا يجب أن يراه أحد، لكنني الآن في الثمانين أكثر تسامحاً وأكثر شهرة. إن كلمات الحكمة التي وضعها برتولوتشي على لساني في حديثي عن بورت وكيت، لا تعني شيئاً فنياً داخل الفيلم، حتى لو قيلت حَرْفياً داخل الرواية المكتوبة. وجد بول بولز نفسه داخل الفضاء المغربي الضاج بالأصوات والإيماءات، المزخرف بالرموز والأوشام، فانْغمر دون هوادة في سحر الغرابة. كان بولز يستمتع بخوف جين بولز زوجته التي كانت مُجبرة على مشاركة زوجها العقاب الذاتي الذي فرضه على نفسه. كانت مُجبرة لأن بولز ترك لها حرية الاختيار، معها أو بدونها، سيتجرَّع العقاب. يتذكر بول بولز بأسفٍ مع الروائي محمد شكري، عندما افترس قطه الوحشي حمامةً، فمزقتْ عظامها أحشاء القط. مفتاح مثالي لعالَم بولز. الأسف أو الشفقة أو الرحمة معكوسة أو في غير موضعها، وكأنَّ عظام الحمامة الرقيقة جرحتْ كريستال الطبيعة الوحشية. وحشية القط بريئة في مقصدها. اللوم موجَّه لكل مَنْ يقف في وجه الطبيعة المفطورة على القسوة. هكذا كان بول بولز في أدبه، يصطاد الشخصيات الحمائم، ويضعها في طريق الشخصيات الوحشية، ويُسجِّل ببرود لوحة الافتراس الدموي. كانت جين بولز تغذي نتاج بولز الأدبي بوجودها معه. لم يكتب شيئاً هاماً بعد وفاتها، أما هي فقد كانت تنفي وجودها الأدبي في زوجها، ولا تريد أن تعتبر نفسها نداً له. كانت تحب حالة عجزها الدائم أمام الكتابة. كرَّست جين نبوغها في الحياة خلافاً لبولز الذي صب مجهوده في قصص وروايات دون أن تشغله عاطفة عدا وجود جين بجواره. صلابة بولز مزَّقتْ أحشاء جين. كانت جين تقول عن زوجها: قارورة الكآبة. وبولز يقول عن زوجته: تعطي أهمية بالغة للكاتب، وأهمية أقل لعمله. ماذا يهم مَنْ هو وما يحسه إذا كان مجرد آلة لنقل الأفكار؟ هو غير موجود، هو صفر، هو فراغ، هو جاسوس مبعوث للحياة بقوى الموت. موضوعه الرئيسي، إرسال الخبر إلى الجهة الأخرى من الحدود. Œuvres de Bukowski traduites en français Contes de la folie ordinaire (Erections, Ejaculations, Exhibitions and General Tales of Ordinary Madness and The Most Beautiful Woman in Town) Traduit par Jean-François Bizot et Léon Mercadet Préface de Jean-François Bizot Nouvelles, 1967-1972, 248 p. Ed. Grasset, Le livre de poche Nouveaux contes de la folie ordinaire (Erections, Ejaculations, Exhibitions and General Tales of Ordinary Madness and The Most Beautiful Woman in Town) Traduit par Léon Mercadet Nouvelles, 1967-1972, 382 p. Ed. Grasset, Le livre de poche Journal d'un vieux dégueulasse (Notes of a Dirty Old Man) Traduction et postface de Gérard Guégan Chroniques, 1969, 316 p. Ed. Grasset, Le livre de poche Jouer du piano ivre comme d'un instrument à percussion jusqu'à ce que les doigts saignent un peu (Play the Piano Drunk / Like a Percussion Instrument / Until the Fingers Begin to Bleed a Bit) Traduction de Michel Lederer Poèmes, 1970-1979, 133 p. Ed. Grasset Le Postier (Post Office) Traduction de Philippe Garnier Roman, 1971, 215 p. Ed. `humanoïdes Associés, Speed 17, 1977 Au sud de nulle part (South of No North: Stories of the Buried Life) Traduction de Brice Matthieussent Nouvelles, 1973, 250 p. Ed. Grasset, Le livre de poche Factotum (Factotum) Traduction de Brice Matthieussent Roman, 1975, 237 p. Ed. Grasset, Les cahiers rouges L'amour est un chien de l'enfer – tome I (Love is a Dog fromHell) Traduction de Gérard Guégan Poèmes, 1977, 209 p. Ed. Grasset, Les cahiers rouges L'amour est un chien de l'enfer – tome II (Love is a Dog fromHell) Traduction de Gérard Guégan Poèmes, 1977, 208 p. Ed. Grasset, Les cahiers rouges Women Films adaptés de son œuvre[modifier | modifier le code] Conte de la folie ordinaire 1981, de Marco Ferreri (Italie) Scénario : Marco Ferreri, Sergio Amidei, d'après des nouvelles de Bukowski. Photographie (couleur) : Tonino DelliColli. Musique : Philippe Sarde. Interprétation : Ben Gazzara, Ornella Muti, Tanya Lopert, Katia Berger, Judith Drake, Susan Tyrrel. Durée : 101′ Editeur vidéo : GCR/FIL The Killers 1984, de Patrick Roth (Etats-Unis) Scénario : Patrick Roth, Charles Bukowski, d'après une nouvelle de Charles Bukowski. Photographie : Patrick Prince. Musique : Bill Boydstun, Doug Lynner. Interprétation : Charles Bukowski, Jack Kehoe, Allan Magicovsky, Raymond Mayo, Anne Ramsey, Susanne Reed, Susan Tyrrell. Durée : 60′ Barfly 1987, de Barbet Schroeder (E.-U.) Scénario : Charles Bukowski. Photographie (couleur) : Robby Müller. Musique : Jack Baran. Interprétation : Mickey Rourke, Faye Dunaway, Alice Krige, Jack Nance, J.C. Quinn, Franck Stallone, Roberta Bassin, Gloria Leroy, Joe Rice, Albert henderson, Sandy Rose. Durée : 100′ Editeur vidéo : Warner Home Video Crazy Love (ou Love is a dog fromhell ou L'amour est un chien de l'enfer) 1987, Dominique Deruddere (Belgique) Scénario : Dominique Deruddere, Marc Didden, d'après Charles Bukowski. Photographie (couleur) : Willy Stassen. Musique : Raymond Van Het Groenewoud. Interprétation : Geert Hunaerts, Josse De Pauw, Gene Bervoets, François Beukelaers, Florence Béliard, AmidChakir, Carmela Locantore, Doriane Moretus, Michael Pas, An Van Essche, Marcel Van Thilt. Durée : 90′ Love Pig 1990, Chris Innis (E.-U.) Scénario : Chris Innis, Charles Bukowski. Photographie (couleur) : M. David Mullen. Musique : 2 Live Crew. Interprétation : Nick Szegda, William Jones, Christine Chang. Durée : 14′ Romans: Jack Kerouac Avant la route (The Town and the City) publié en 1950 (écrit de 1946 à 1948), La Table Ronde, 1998 (ISBN 978-2-710-30765-5) Sur la route (On the Road), publié en 1957 (écrit de 1948 à 1956), Gallimard, Folio, 1976 (ISBN 978-2-070-36766-5) autre édition: Sur la route : Le rouleau original, Gallimard, 2010 (texte original non censuré et non retravaillé, édition établie par Howard Cunnell) Les Souterrains (The Subterraneans), publié en 1958 (écrit en octobre 1953), Gallimard, Folio, 1985 (ISBN 978-2-070-37690-2) Les Clochards célestes (The Dharma Bums), publié en 1958 (écrit en novembre 1957), Gallimard, Folio, 1974 (ISBN 978-2-070-36565-4) Docteur Sax (Doctor Sax), publié en 1959 (écrit en juillet 1952), Gallimard, Folio, 1994 (ISBN 978-2-070-38876-9) Maggie Cassidy (Maggie Cassidy), publié en 1959 (écrit en 1953), Gallimard, Folio, 1986 (ISBN 978-2-020-09302-6) Tristessa (Tristessa), publié en 1960 (écrit de 1955 à 1956), Gallimard, Folio, 1982 (ISBN 978-2-070-45179-1) Visions de Cody (Visions of Cody), publié en 1960 (écrit de 1951 à 1952), Christian Bourgois, 1993 (ISBN 978-2-267-01173-9) Le Vagabond solitaire (Lonesome Traveller), recueil de nouvelles, Gallimard, (ISBN 978-2-070-23607-7) Big Sur (Big Sur), publié en 1962 (écrit en octobre 1961), Gallimard, Folio, 1979 (ISBN 978-2-070-37094-8) Visions de Gérard (Visions of Gerard), publié en 1963 (écrit en janvier 1956), Gallimard, Monde entier, 1972 (ISBN 978-2-070-28144-2) Anges de la Désolation (Desolation Angels), publié en 1965 (écrit de 1956 à 1961), traduction Pierre Guglielmina, Denoël, Romans Traduits, 1998, Cynthia Liebow (dir.) (ISBN 978-2-207-24532-3) (Première traduction en français : Les Anges vagabonds, traduit par Jean Autret, Gallimard, Folio, 1973 (ISBN 978-2-070-36457-2)) Satori à Paris (Satori in Paris), publié en 1966 (écrit en 1965), Gallimard, Folio, 1993 (ISBN 978-2-070-38599-7) Vanité de Duluoz (Vanity of Duluoz), publié en 1968 (écrit en 1968), 10/18, 1995 (ISBN 978-2-264-02206-6) Pic (Pic), publié en 1971 (écrit de 1951 à 1969), La Table Ronde, Miroir de la Terre, 1988 (ISBN 978-2-710-30347-3) Vieil Ange de Minuit (Old Angel Midnight), Gallimard, Infini (ISBN 207-0-74764-6) Orphée à jour (Orpheus Emerged), nouvelle précédée d'une sélection de récits écrits entre 1936 et 1943 et rassemblés sous le titre Atop an Underwood. L'ensemble, traduit par Pierre Guglielmina, est publié sous le titre UnderwoodMemories, Denoël, 2006 (ISBN 2-207-25680-4) Et les hippopotames ont bouilli vifs dans leurs piscines (And the Hippos Were Boiled in Their Tanks), écrit en 1944, traduit par Pierre Guglielmina, Gallimard, 2012 (ISBN 978-2-07-012455-8) Sur le chemin, écrit en décembre 1952 en français Canuck, 110 pages, inclus dans le recueil La vie est d'hommage, textes inédits établis et présentés par Jean-Christophe Cloutier, Ed. Boréal, 2016. La nuit est ma femme, écrit en février-mars 1951 en français Canuck, 56 pages, inclus dans le recueil La vie est d'hommage, textes inédits établis et présentés par Jean-Christophe Cloutier, Ed. Boréal, 2016.