كرَّم الأديب ناجي نعمان، من ضمن الموسم السَّادس لصالونه الأدبي الثَّقافيّ (2013-2014)، الأديبة والشَّاعرة إقبال الشَّايب غانم، فاستقبلَها في مؤسَّسته للثَّقافة بالمجَّان ضيفةً مكرَّمةً في "لقاء الأربعاء" الثَّاني والثَّلاثين. بعد النَّشيد الوطنيّ، كلمةٌ افتتاحيَّةٌ من المُضيف، فكلمةُ الوزير الأسبق الدُّكتور عصام نعمان، ومنها: "وَشى بها أدبُ أبيها في نثرها، ولم أكن قد تذوَّقتُ بعدُ شِعرها... إلتزامُها الوطنيّ والاجتماعيّ حفَّزني على أن أُضفي عليها لقبَ "ضمير الثَّقافة". به تتساوى مع قدوتها، سليم الحصّ، "ضمير لبنان"... بتكريم إقبال الشَّايب غانم نكرِّمُ الثَّقافة، فكرًا وشِعرًا وقِيَمًا وصناعة رجاء". وتكلَّمَت الدُّكتورة كارمِن بستاني "بلغة موليير، إلى الصَّامدين في الفَرنَسَة" على ما قالَ المُضيف، وممَّا قالَته تحت عنوان "وجهُ إقبال الشَّايب غانم هو الذي ينتظر": "الكتابةُ لدى الشَّايب غانم وسيلةُ تعبيرٍ عن إغواء النِّساء، فهي كتابةٌ ذاتُ مَفاهيم تشكِّلُ نظامَ علائق مُتبادَلَة متأصِّلة في الطَّبيعة الأنثويَّة. ويُلاحظُ القارئُ، على مَرِّ الصَّفحات التي يقرأُها، سلسلةً من الوجوه، والصُّوَر، تتماثلُ ومُكَمِّلات الجنس اللَّطيف. وتغدو الكتابةُ لديها ضروريَّةً كالمَأكل والمَشرَب". وجاء في كلمة الدُّكتور ميشال كعدي التي ألقاها باسم دار نعمان للثَّقافة ومؤسَّسة ناجي نعمان للثَّقافة بالمجَّان: "إنَّها ثَقافٌ، فالقلمُ بين أناملها شُعاعٌ ترفعُه إلى عظمة الحرف باللَّفتة العَجَب، وشهامة المِداد، وصرير الرِّيشة على الورق. بين هذه الأديبة والقصَّة والشِّعر وشائجُ قُربى، وانبساطُ باع، فهي تمتازُ باستوائيَّةٍ خاصَّةٍ بها... حسبُ هذه الأديبة والشَّاعرة أن تحرِّك نبْضَ الحروف إلى الجَلَل. وإنَّ قَلَمًا كقلم إقبال الشَّايب يجبُ أن يبقى كما تشاؤُه الرِّقاع". وألقَتِ المُحتفى بها كلمةً توقَّفت فيها عند محطَّاتٍ من سيرتها، جاء في مطلَعها: "أصعبُ الأسر أن تكون حرًّا بلا حدود. هكذا أطلقَ لي صاحبُ هذه الدَّار الكريمة يدي أنِ اكتُبي ما شِئتِ. حين أنهى قولَه، بدأت حيرتي: ماذا أختار؟ والخياراتُ أكوامٌ على أكوام في هذا العصر الصَّعب، وفي هذه المنطقة المستحيلة من العالم". وقد أنهت كلمتها بقصيدةٍ جاء فيها: "تعالَ يا عيدُ، اقلعْ غرسةً حملت/جذورُها سوسةً، نمتْ على الخطإ/كأنَّ نارَ الهوى هي التي خمدت/أو جعلت تلفظُ الأنفاسَ في الحمإ/علِّمنا يا عيدُ أن يشتعلَ البشر/بالحُبِّ كي يستضيءَ كلُّ مُنطَفئ. وكانت مداخلةٌ بالمَحكيَّة من الشَّاعر الياس خليل، منها: إقبال شِعرِك للقوافي كتاب/وكان بَيِّك تَوبِك يْحَيِّك/ما كان عندو مكتبِه من خشاب/إنتي طلعتي مكتبِة بَيِّك. وردَّ الشَّيخ القاضي يحيى الرَّافعي على بعض ما جاء في كلمة المُحتفى بها، مُدافِعًا عن دور المرأة وقدرها في الإسلام، مُشيرًا إلى عظيماتٍ في هذا المجال؛ كما أشادَ بدور رئيس مؤسَّسة الثَّقافة بالمجَّان، واصِفًا الأنشِطَةَ التي يقومُ بها بما "تعجزُ عنه دول". وسلَّمَ ناجي نَعمان الأديبةَ الشَّايب غانم شهادةَ التَّكريم والاستِضافة، وانتقلَ الجميعُ إلى نخب المناسبة، وإلى توزيعٍ مجَّانيٍّ لآخر إصدارات مؤسَّسة ناجي نَعمان للثَّقافة بالمجَّان ودار نَعمان للثَّقافة. كما جالَ الحاضرون في مكتبة المجموعات والأعمال الكاملة وصالة مِتري وأنجليك نَعمان الاستِعاديَّة. هذا، وتميَّزَ اللِّقاءُ بحضور المونسينيور جورج يغيايان، والأبوين سهيل قاشا وبيرج سبع، بالإضافة إلى السَّفير فريد سماحة، وجمهرةٍ من مُحِبِّي الثَّقافة والأدب، من مِثل الشُّعراء والأدباء والفنَّانين والدَّكاترة والأساتذة: جان كمَيد، ريمون عازار، نبيل بو عبسي، سمير خيَّاط، أديب القسِّيس، إميل كَبا، جورج شامي، أنيس مسلِّم، الياس زغيب، أنطوان رعد، جوزف مسيحي، يوسف عيد، نهى غانم، ماري-كلير النَّشَّار، حياة هاشم، رزق الله قسطنطين، أنطوان يزبك وابنه جون، فريد زغيب وعقيلته ليلي، إميل سمعان وعقيلته روز-ماري، إلى زوج المُحتفى بها، جورج غانم، وابنتها رانيا.