أوقفت لجنة مشتركة بالسمارة أشغال مقاولة خاصة في موقع لغشيوأت الأركيولوجي الذي يعود لآلاف السنين. وانتقلت اللجنة التي تشكلت من ممثلين عن المديرية الجهوية للثقافة والمحافظة على المباني والمواقع التاريخية والسلطات الإقليميةبالسمارة والمديرية الإقليمية للمياه والغابات والجماعة الترابية أمكالة لمنطقة لغشيوات التي تبعد عن مدينة السمارة بحوالي 125 كليومتر لوقف الأشغال التي شرعت فيها الشركة التي تنشط في مجال مقالع الأحجار والعمل على قيام مرتكبة المخالفة بإعادة الوضع إلى ما كان عليه. وأوضح بلاغ للمديرية الجهوية للثقافة بالعيون أنها تمكنت بتنسيق مع السلطات الإقليميةبالسمارة ووالي جهة العيون الساقية الحمراء من وقف الأشغال الجائرة التي تعرض لها موقع النقوش الصخرية “للغشيوات” بالجماعة الترابية أمكالة بإقليمالسمارة من طرف شركة متخصصة في مقالع الأحجار. وأوضح ذات البلاغ أنه بفضل فطنة حراس المحافظة الذين أخبروا مفتش المباني والمواقع التاريخية بالمديرية الذي انتقل على الفور إلى عين المكان، وجاء هذا التدخل ثمرة تنسيق بين المديرية الجهوية لقطاع الثقافة بالعيون مع السيد عامل إقليمالسمارة والسيد والي جهة العيون الساقية الحمراء. وحول حيثيات هذه الواقعة، أكد بلاغ المديرية الجهوية للثقافة بالعيون، أن هذا التخريب العمدي وقع يومي 3 و4 يونيو 2020، بناء على ترخيص من طرف جماعة “كَلتة زمور” من طرف وزارة التجهيز يعود لسنة 1995 في حين أن الموقع بعد التقسيم الإداري الجديد أصبح تابعا لجماعة أمكَالة التابعة للنفوذ الترابي لإقليمالسمارة، كما أن الموقع الاثري “لغشيوات ” قد سجل على لائحة التراث الوطني بمقتضى قرار وزير الثقافة رقم 17.352 الصادر بتاريخ 19 جمادى الأولى 1438 الموافق 17 فبراير 2017. وقد عرف موقع “لغشيوات” في السنوات الأخيرة إحداث محافظة، وإطلاق برنامج للبحث العلمي المشترك المغربي الفرنسي تحت إشراف خبراء مغاربة وفرنسيين، في إطار اتفاقية شراكة بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة والمجلس الإقليمي للسمارة واللجنة الجهوية لحقوق الانسان العيون-السمارة. وأحدثت بذات الموقع محمية طبيعية بيئية في إطار شراكة وتعاون بين وزارة الثقافة والشباب والرياضة والمجلس الإقليمي للسمارة والمندوبية السامية للمياه والغابات. يذكر أن موقع لغشيوات الذي يمتد على مساحة تقارب 40 كيلومتر مربع، يتميز بوجود نقوش لأسلحة معدنية مثل السواطير، وتم العثور به على نقوش تدل على بعض ملامح الاستقرار البشري القديم متمثلة في تمركزات الأدوات الحجرية وبقايا الفخار وقشور بيض النعام المزخرفة كما تتواجد نقوش لأنواع عديدة من الوحيش مثل فرس النهر، والزرافة، والفيل، والتمساح، بالإضافة إلى مجموعة من المدافن الجنائزية.