أطلقت دار الشعر بمراكش منصات تفاعلية، سعيا الى تجسير التباعد الاجتماعي شعريا. وشكلت فقرة “مقيم في الدار” مع الشاعر والناقد عبداللطيف السخيري، ليلة السبت 9 ماي الجاري، الانطلاقة الفعلية لفقرات الطور الثالث للبرنامج الشعري للدار، والذي تواصل الجمعة 15 بتنظيم فقرة “مؤانسات شعرية تفاعلية”. وتواصل دار الشعر بمراكش، من خلال هذه البرمجة، فتح منافذ جديدة لتداول الشعر بين جمهوره. واحتراما للتدابير والظرفية الاستثنائية التي يعيشها العالم اليوم، اختارت الدار أن تكون لقاءات الشعر تنتظم وفق تفاعل إيجابي وفعلي داخل منصات تواصلية رقمية، والتي أنشئت مباشرة بعد إعلان الحجر الصحي، استفادة مما تفتحها الوسائط التكنولوجية اليوم والفضاء الرقمي، لكن وفق منظومة تفاعلية فعلية. وهكذا تقاسم جمهور الشعر، ليلة الجمعة 15 ماي، وعبر منصات الدار التفاعلية، متعة الحرف والكلمة مع أصوات شعرية تنتمي للراهن الإبداعي المغربي اليوم. الشعراء: أبو فراس بروك، زينب الوليدي، سعيد التاشفيني وحليمة الاسماعيلي، ضيوف فقرة “مؤانسات شعرية تفاعلية”، اختاروا نصوصا شعرية قريبة من راهنها اليوم. قصائد تنصت لنبض الشاعر وهو يتلمس هذه العزلة، واقتراب من هشاشة الكائن، اتجاه هذا التحدي الغير المسبوق، الذي يشهده العالم والإنسانية جمعاء. وشكلت المنصات التفاعلية، محطة ضافية، لانتقال صوت الشاعر الى الفضاء الرقمي، كخيار وحيد كفيل بإعطاء الشعر فسحات البوح، والاقتراب من المشترك الإنساني. يقول الشاعر أبو فراس بروك، صوت شعري من جنوب المغرب، في قصيدته “الشارع”: الشّارِعُ الْآنَ، مَمْلوءٌ بِعُزْلَتِهِ // يُطِلُّ كُلَّ مَسَاءٍ سَائِلاً عَنّا : هَلْ “دَارتِ الأَيّام” ؟ // لَمْ أَسْمَعْكِ ثَانيةً يَا “سِتُّ”، // أمْ أنّهُمْ قدْ بَدّلُواْ اللّحْنَا.. ؟ صَوْتُ الأذانِ رَخِيمٌ، // فِي مَآذِنِهِ طيفٌ مِنَ الحُزْنِ // لَمْ أَعْرِفْ لَهُ لَوْنَا شوقٌ لِطِفْلِ المَنَافِي :// حِينَ تطْرُدُهُ هَذِي البلادُ // وَيلْقَى عِنْديَ السّكْنَى (,,,) وَأَيْنَهُمْ؟ // هَجَرتْ خُطواتُهُمْ طُرُقِي // أمْ أنَّهُمْ قدْ رَضُوا منْ بَعْديَ السّجْنا؟ قَدْ كُنْتُ حبْلَهُمُ السُّرّي،// تَذْكِرةً للشِّعْرِ،// تَحْرُسُهُمْ أسمائيَ الحُسْنى وَكُنْتُ رَبّاً مَجَازِيّاً// أَصبُّ لَهُمْ زَيْتَ المَجَازِ// لِيُذْكُواْ جَذْوَةَ الْمَعْنَى واختارت الشاعرة حليمة الاسماعيلي، أن تصبغ صفاء روحانيا على قصائدها، تقول في قصيدة “أنا موجة”: أنا موجة في بحور الأماني// ألامس حلما فيرتاب مني// أسامر نجما سماه ضحوك// فيدنو ويرنو ويسأل عني// أمن كوكب أنهكته المآسي// أمأنك جئت شعاعا يغني// أنا نبتة في صحارى الدروب // شربت المخاوف فاستنزفتني أما الشاعر سعيد التاشفيني، فخص هاجس الكتابة الشعرية، التي تشغله في عزلته الإجبارية، بقصيدة، يقول فيها: أراقت عند توديعي عقيقا//على خد يهيم به الشقيق وقالت واللواعج حملتها// عتابا بثه الوجه الأنيق أحقا سوف تهجرني وقلبي// به جرح أعالجه عميق وروحك أنت روحي رد روحي// وإلا إن هجرت دمي تريق (,,,) أتيت القصيدة صبحا أعالج جرحا//وجدت القصيدة غافية لم تستيقظ بعد واختتمت الزجالة زينب الوليدي، فقرة مؤانسات شعرية تفاعلية، بسفر بين مقاطع نصوصها، مختارات متفرقة تؤشر على عزلة الشاعرة أمام ما يشهده العالم اليوم.