تحت إشراف وزارة الثقافة والاتصال، أطلقت دار الشعر بمراكش فقرة جديدة ضمن برنامجها الثقافي للموسم الحالي موسومة ب»شعراء بيننا»، فقرة تنفتح على أصوات شعرية من جغرافيات شعرية كونية. شاعر مقيم بيننا، جلسة حوارية مع تجربة شعرية، للاقتراب من عوالمها وأفق كتابتها. ومنتدى حواري مفتوح، تساهم، من خلاله دار الشعر بمراكش، في خلق وشائج التقارب والحوار الشعري الخلاق بين المنجز الشعري المغربي وجغرافيات شعرية كونية. وشكلت ليلة الثلاثاء 12 فبراير بمقر دار الشعر بمراكش، أولى حلقات فقرة «شعراء بيننا»، وهكذا التقي جمهور الشعر، مع الشاعر والأكاديمي اليمني أحمد الفلاحي، المقيم في المغرب. وعضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، ورئيس التحرير مجلة «نصوص من خارج اللغة» وصاحب دواوين «السقوط في الغيبوبة السامرية»/1998، «للعبير أنياب»/ 2000، «أمكنة»/2003، «ثلاث مرات قبل الأكل»/ 2016. وقد ثمن الشاعر أحمد الفلاحي عاليا، مبادرة دار الشعر بمراكش، في إطلاق فقرة تحاور منجزا شعريا يقيم في التجربة الشعرية المغربية. لا سيما القصيدة المغربية الحديثة، والتي ظل الشاعر اليمني في تقاطع مع رؤاها وأسئلتها، منذ عودته من العراق وقراره الإقامة والعمل بالمغرب. وقد أسهم الهامش، والأمكنة والأفضية المتعددة، والتي يحفل بها المغرب الثقافي في الكشف عن أسماء وتجارب شعرية مهمة. واعتبر الشاعر اليمني أن الشعر يظل تلك الدهشة التي يتمنى أن تزهر في العالم، وعلى هذا الأساس جرب كتابة كافة أشكال الكتابة الشعرية، من القصيدة العمودية الى قصيدة النثر وحتى الهايكو، لكن تظل سلطة النص ووقعها على المتلقي هي المحدد الأساسي والفعلي. يدين الشاعر اليمني الى المغرب الشعري، والى حراكه الثقافي، لأنه مكنه أن يستعيد صوت الشاعر داخله، فيض من الإصدارات التي تراكمت، الى جانب كتاباته النقدية وإدارته لمجلة متخصصة في الشعر. رغم انشغاله بمعادلة تربط العلاقة بين الشعر والعلم، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمجالين يخاطب الأول العقل والثاني الوجدان والروح. ويعتبر الشاعر أحمد الفلاحي أن أسلوب الشاعر محدد، في التعبير عن رؤاه وتأثيره في التلقي النصي الشعري. لقد توقف الشاعر عن الكتابة ست سنوات كاملة، متفرغا للخطاب النقدي وإبحاره في بعض التجارب الشعرية والنقدية العربية. ليعود الشاعر الى تيمات الوطن والمرأة والحب والحطابون، غير منشغل بالقضايا الكبرى، على اعتبار أن رحيل الأم شكل لديه انطفاء الوطن، وكأن الأم تلخص تلك الحالة الوجودية للوطن بأكمله. القصيدة استطاعت أن تستعيد روح الشاعر من لحظات اغترابه ووجعه القاسي، ليستعيد كوة الأمل في البقاء. نقرأ من شعره: «أنا محض ظل قدمكِ العالقة في العتمة اخلعي نعلكِ آنسي ناركِ وامشي حافية الى قلبي أنا محض ظل روحي هناك جسدي هنا ظلي: روحكِ الشفيفة لا تدعي الشمس تغيب..