في لقاء حميمي، تم ببهو مسرح محمد الخامس بالرباط، ليلة 25 نونبر الجاري، بين الكاتب محمد أديب السلاوي، ونخبة وازنة من المثقفين والأدباء و الإعلاميين، تم الاحتفال بإصداره الأخير" السياسة الثقافية في المغرب الراهن"، حيث نظمت بالمناسبة ما يشبه الندوة المفتوحة حول موضوع هذا الكتاب وكاتبه، شارك في تنشيطها الفنانة لطيفة التيجاني، والناشطة الحقوقية الأستاذة خديجة بركات، والباحث محمد السعيدي، والإعلامي الطاهر الطويل والناشر والناشط الثقافي الدكتور عبد اللطيف ندير. وقد أبرزت مداخلات هذه الندوة، الموقع المتميز للكاتب الباحث الأستاذ محمد أديب السلاوي، في الساحة الثقافية الراهنة، إذ يعتبر من بين أكثر الكتاب العرب غزارة في التأليف والإنتاج الأدبي والإعلامي والسياسي نقدا وإبداعيا وتنظيرا، فهو في نظر الدكتور عبد اللطيف ندير وكل المتدخلين في هذه الندوة، ذو تجربة موسوعية موسومة بالتعدد، مما يجعلها موسومة في عمقها الإشعاعي، إذ راكم تجربته منذ بدايات الستينات إلى الآن بين التحرير الإعلامي والمقالة السياسية والتحليل المسرحي والمقاربة التشكيلية والنقد الأدبي شعرا ونثرا، وهو ما ساعده لان يكون رصيده من الكتب يتعدى الأربعين كتابا وما يزال في جعبته الكثير. و عن كتابه" السياسة الثقافية في المغرب الراهن" موضوع هذا اللقاء، أجمعت المداخلات والشهادات، انه كتاب المرحلة، يكشف عن حقائقها الثقافية المؤلمة منذ حصول المغرب على استقلاله سنة 1955 حتى اليوم، فكل الانجازات التي تم انجازها على ارض الواقع، في نظر مؤلف هذا الكتاب متواضعة وهشة، بسبب موقع الثقافة في السياسات الحكومية، في الوقت الذي كانت النخبة الثقافية المغربية ولا تزال تعتبر الثقافة من المحفزات و الدعامات الأساسية للتنمية، وللتغيير، وللانتقال الحضاري. باعتبارها رهان تفرضه وتحتمه العولمة ومتطلبات التنمية الشاملة، لذلك يدعو الكاتب محمد أديب السلاوي السلطة السياسية أن تفتح المجال لكل الفاعلين الثقافيين من كل الفئات الثقافية، لخلق إجماع فكري ثقافي مستقل، يحتضن كل التيارات المهتمة بالمسألة الثقافية للتداول في مفاهيم ومتطلبات إستراتيجية الإنقاذ الثقافي. في ختام هذه الندوة الاحتفالية بكتاب" السياسة الثقافية في المغرب الراهن"، أعلن الدكتور عبد اللطيف ندير، مدير إصدارات أمنية، وأحد قياديي نقابة الأدباء والباحثين المغاربة ومدير مجلة النبوغ المغربي، أن الفاعلية الثقافية، تضع اللمسات الأخيرة، على مشروع يتعلق بإحداث مؤسسة محمد أديب السلاوي للثقافة والفنون، وهي مؤسسة لرد الاعتبار لرجل أعطى كل حياته للثقافة في بلاده دون أن يأخذ شيئا...وهو الإعلان الذي قوبل بتصفيف حار من طرف جمهور الحضور الذي شارك بفعالية في إنجاح هذا الاحتفاء. وقد علمنا أن الإعلان الرسمي عن هذا المشروع سيتم في منتصف شهر دجنبر القادم بمدينة المحمدية.