وفاء لروح المبدع رشيد شباري، نظم “الراصد الوطني للنشر والقراءة” مساء يوم السبت 9 مارس 2019، بالمركز الثقافي ابن خلدون بطنجة، حفل تقديم وتوقيع كتاب: “جماليات الخطاب السردي قراءات في قصص “ألق المدافن” للقاص رشيد شباري”، بمشاركة الأساتذة: عز الدين المعتصم (القنيطرة)، حميد البقالي (طنجة)، فاطمة الزهراء المرابط (أصيلة)، محمد سدحي (طنجة). انطلقت الجلسة النقدية بورقة الباحث عز الدين المعتصم التي وسمها ب«سحر اللغة الرمزية ورؤية الكون قراءة في كتاب: “جماليات الخطاب السردي”»، تحدث فيها عن مقاربات الباحثين والنقاد المساهمين في الكتاب، الذين عمدوا إلى استكناه جماليات الخطاب السردي في المجموعة القصصية “ألق المدافن” التي تنطق بما تنطوي عليه سريرةُ مبدعها الراحل رشيد شباري، فتناولوا بالدرس والتحليل تيماتٍ متباينة، كالجمال والوَجْد والموت والفناء، وعمقوا الرؤية الفلسفية التي تزخر بها قصص المجموعة. مشيرا إلى أن معظم دراسات الباحثين تؤكد على أن قصص “ألق المدافن” تزخر بصور اللغةِ الرمزيةِ التي عرفت طريقَها إلى عالم القاص، وانسجمت مع منظوره الذي يميل إلى الرمزِ والانتقال بالمتلقي إلى عوالمَ فسيحة الأرجاء، ما جعل خطابَه يردم الهوة التي تفصل بين التجربةِ المعيشة وبين السرد، بين السلوكِ وبين الإبداع. وتطرق الباحث حميد البقالي في ورقته الموسومة ب«أسئلة الكتابة النقدية في “جماليات الخطاب السردي”» إلى مدى حرص الباحثين على قراءة وإضاءة المنجز القصصي “ألق المدافن” للقاص الراحل رشيد شباري وفق منطلقات اتكأت على حدس كل قارئ على حدة، وقد اتبعها باختيار نقدي واع في الغالب بشروط وبواعث سؤال التجنيس وإمكانات الكتابة التي تتيحها القصة القصيرة بالإضافة إلى العوالم التي ينشد المبدع إبرازها ومواقفه وتيمات الكتابة ورؤاه نحو العالم والأشياء. مشيرا إلى أن تفاوت المقاربات من حيث موضوعات اشتغالها لم تمنع اشتراك الباحثين في التركيز على الثقافي العام، الذي جعل نصوص “ألق المدافن” تتكامل ومرجعياتها الاجتماعية والثقافية والسياسية وما يتطلع القاص إلى إيصاله عبر مختلف العوالم القصصية التي تبناها. وفي كلمة بالمناسبة تحدثت الكاتبة فاطمة الزهراء المرابط، عن الدوافع التي تكمن وراء إشرافها على إنجاز هذا الكتاب النقدي الجماعي، في مقدمتها الإسهام في النقد القصصي المغربي وتسليط الضوء على تجربة قصصية متفردة لم تحظ بالمواكبة النقدية الكافية، مشيرة إلى أن الكتاب حرص على مراعاة تعدد المداخل القرائية لهذه القصص، سعيا منه إلى مقاربة شمولية لمختلف عوالم قصص “ألق المدافن” الواقعية والتخييلية، وهو ما يظهر جليا في تباين المنطلقات التي استرشد بها الباحثون المشاركون في هذا الكتاب الجماعي من خلال مقاربتهم للمجموعة وتأويل أنساقها المرجعية والسردية. واختتمت الجلسة بمداخلات الحاضرين الذين تحدثوا عن علاقتهم بالقاص الراحل رشيد شباري، ومواقفه الأدبية والفكرية، ومساهمته في تشجيع الناشئة على القراءة والإبداع… كما أعلن المكتب الوطني ل”الراصد الوطني للنشر والقراءة” في ختام اللقاء عن مشاريعه المستقبلية لتخليد اسم المبدع الراحل رشيد شباري من قبيل: الاستمرار في تنظيم المسابقة الوطنية في القصة القصيرة التي تحمل اسمه لفائدة الشباب، وكذا تنظيم نشاطي سنوي يحمل اسمه وتبني مختلف المنجزات النقدية التي تتناول أعماله الأدبية.