وفاء لروح المبدع الراحل رشيد شباري، استضافت الخزانة البلدية بسيدي قاسم، ثلة من المبدعين والباحثين والمهتمين بالحقل السينمائي والثقافي والأساتذة والطلبة، للمساهمة في الأمسية الأدبية والفنية التي نظمها مؤخرا “النادي السينمائي سيدي قاسم” و”الراصد الوطني للنشر والقراءة”.وفاء لروح المبدع الراحل رشيد شباري، استضافت الخزانة البلدية بسيدي قاسم، ثلة من المبدعين والباحثين والمهتمين بالحقل السينمائي والثقافي والأساتذة والطلبة، للمساهمة في الأمسية الأدبية والفنية التي نظمها مؤخرا “النادي السينمائي سيدي قاسم” و”الراصد الوطني للنشر والقراءة”.افتتحت الأمسية بكلمة الأستاذ عبد الخالق بلعربي (رئيس النادي السينمائي سيدي قاسم) تحدث فيها عن علاقته الحميمة بالراحل رشيد شباري خلال مرحلة الطفولة والشباب بحي الزاوية، واستمرار روابط التواصل رغم إقامة -الراحل- بعيدا عن مسقط رأسه، أسفرت عن تعاون في محطات ثقافية وفنية متعددة. وفي كلمة بالمناسبة تحدثت الأستاذة فاطمة الزهراء المرابط (الكاتب الوطني للراصد الوطني للنشر والقراءة) عن الراحل وتجربته في تأسيس “رونق” -الذي فقد برحيله أحد أعمدته الأساسية- ومساهمته إلى جانبها في تأسيس مجلة “الصقيلة”، مشيرة إلى المشاريع المستقبلية التي يزمع “رونق” تنظيمها تخليدا لاسمه ووفاء لروحه الطيبة، (الاستمرار في تنظيم جائزة القاص رشيد شباري الوطنية في القصة للناشئة، إصدار مجموعة من الكتب الجماعية حول تجربته الأدبية). وقد تخلل افتتاح الأمسية عرض شريط وثائقي حول مسار المبدع الراحل رشيد شباري التربوي والجمعوي والأدبي. وعرفت الجلسة الأولى قراءات ومقاربات نقدية في أعمال المبدع الراحل رشيد شباري الأدبية، انطلقت بورقة الأستاذ محمد صولة التي وسمها ب«شعرية الفضاء وآليات استقبال اللغات المسرحية “نحن مختلفون” لرشيد شباري نموذجا»، تطرق فيها إلى جماليات الفضاء المسرحي، حيث حاول الكاتب توظيف كافة التقنيات التي ترتبط بالأداء والمصاحبة الفنية والجمالية للعمل المسرحي في نصوصه الثلاثة “ليلة باردة”، “نحن مختلفون”، “الإستثناء”، وهي تقنيات مسرحية متعددة ومفتوحة، تبرز من خلال البناء النصي الدرامي الذي يراهن على متخيل القارئ أو المتفرج، والفضاء المرتبط بالخشبة/الركح، والفضاء السينوغرافي الذي يتضمن مجموعة من العناصر تجعله يصل بين الخشبة والقاعة، وفضاء الحركة/اللعب الذي يخضع فيه الجسد إلى تأدية أدواره ووظائفه الفنية والجمالية.وقد ساهم الأستاذ عز الدين المعتصم بورقة عنونها ب«التفاعل بين الواقعي والرمزي في الخطاب السردي مقاربة في “سر من رأى” للقاص رشيد شباري» ركز فيها على ثلاثة محاور رئيسية: 1- رؤية الكون عند شباري، 2- تيمة الموت، 3- رمزية اللغة، معتبرا المجموعة بحث في ماهية الوجود بتجلياته وقيمه، كما تحدث عن لغة قصص المجموعة الحافلة بالحياة والحركة والإيحاء، تستمد قوتها من كونها تتجاوز العادي المألوف، لتستبق الزمن المباشر بكثافتها الرؤيوية وأبعادها الجديدة، مشيرا إلى نجاح الكاتب في توظيف أساليب اللغة الإيحائية بهدف تبليغ رسالته، لأن جدلية الإنتاج والتلقي أصبحت تشكل اختيارا منهجيا إجرائيا وفعالا يستخلص صور الممارسة الإبداعية، انطلاقا من قطبها الجمالي المتمثل في التأثير الذي تحدثه في المتلقي، وتساعده على معرفة القيمة الجمالية لهذا المنجز السردي الذي يعد مأوى لتجربة روحية ذوقية. أما الأستاذ رشيد أمديون فقد استهل ورقته الموسومة ب(ملامح النزعة العبثية واللاجدوى في مجموعة “ألق المدافن” لرشيد شباري) بإدراج المجموعة ضمن الأدب العبثي، انطلاقا من نصوصها وشخصياتها التي يطغى عليها هاجس الموت، الذي يتحول أحيانا إلى شيء منتظر على اعتباره مخلصا من الشقاء والألم، كما تطرق لتيمة التمرد التي شكلت في قصص المجموعة الانفلات من الواقع الزمكاني والتمرد على واقع فاقد للمعنى، مختتما ورقته بالحديث عن طابع الغرابة وهيمنة ملامح الفلسفة العبثية على المتن القصصي وتأرجح شخصياتها بين الوهم والخيال والحقيقة والنزوع الى العزلة والتمرد والتركيز على الذاتي والوجداني، إذ تتناول في مجملها الواقع وإن بطريقة لا واقعية. واختتمت الجلسة الأولى التي أشرف على تنشيطها الأستاذ محمد جريد، بفتح النقاش أمام الحضور النوعي الذي شكل إضافة نوعية للأوراق النقدية المساهمة في إضاءة أعمال الراحل الأدبية.وقد شهدت الجلسة الثانية شهادات في حق المبدع الراحل رشيد شباري بمشاركة ثلة من المبدعين والأصدقاء وأفراد العائلة: القاص المصطفى كليتي، القاص محمد الشايب، الروائي الوافي الرحموني، الأستاذ عبد الفتاح العامري، الأستاذة روحية شباري (أخت الراحل)، تناولوا فيها علاقتهم الخاصة بالمبدع الراحل، علاقات إبداعية وثقافية واجتماعية، مشيدين بروحه الطيبة وعلاقاته المتشعبة مع الجميع، مع ذكر خصاله ومساهمته القيمة في المشهد الثقافي/الأدبي والتربوي. واختتمت الأمسية التي نسق فقراتها الأستاذ عبد اللطيف بنقاسم بوصلات غنائية من أداء مجموعة ضي الكمرة، مستهلة بأغنية مهداة إلى روح الراحل شباري بعنوان “هاد شي مكتوب”، كما أهدى الزجال عبد الخالق الوالي إلى صديقه الراحل قصيدة زجلية بعنوان “لو كان راسي قدامي”، ثم قدم النادي السينمائي سيدي قاسم والراصد الوطني للنشر والقراءة تذكارين رمزيين إلى أختي الراحل شباري وتم توزيع شهادات المشاركة على المساهمين في الأمسية الأدبية والفنية على إيقاع الصور التذكارية.