رفعت رأسها ببطء شديد وكأنها ترفعه عن السجود… كانت تحتمي من القصف، والنيران التي طالت زمانها، نظرت إليه مبتسمة وكأنها تطرق بابه، تطمئنه… يطأطئان رأسيهما، لا عليك…. فترد هي: لا عليك، سنكون بخير، هما بالمسير وهما ينفضان الغبار، مزق هو أحد قمصانه ليضمد جراحها، وألبسته هي وشاحها لتلفه عن البرد، كان ذلك دون إيحاءات ولا مبادرة بالكلام كلاهما يعرفان حاجة الآخر؛ و حيث كانا يشقان طريقهما كانا يلتفتان الى سنينهما فيبصران الدخان المتصاعد؛ كانت تذرف دموعها، تريد بالزمن أن يعود… عودة إلى الحرب لتطفئ نيران الغضب؛ يشد يدها ويسحبها، لتتشابك الأيدي يتابعان مسيرهما … ناسيان الحرب و أنهما من مخلفاتها ….