كشف الفنان التشكيلي نجيب سعدان عن معرض تشكيلي شخصي قريب، سينظمه بوزارة العدل، والذي سيضم أزيد من أربعين لوحة تلامس العديد من المواضيع التي تتوزع بين التراثي والطبيعي والهوية المغربية الأصيلة. وقال الفنان سعدان في تصريح بالمناسبة إن معرضه المقبل ينقسم إلى قسمين، قسم يقدم لوحات ذات طابع تشخيصي، وأخر يعالج مواضيع ذات منحنى انطباعي، فضلا عن العديد من البورتريهات التي تمجد الشرفاء العلويين وتاريخهم المجيد. وقال سعدان انه يركز في أعماله على اللمسة الفنية التي تحدد معالم كل لوحة على حدة، موضحا أن الفن الذي لا يولد من معاناة ليس فنا، وان الفنان الذي يعاني هو الفنان الحقيقي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مشبها ذلك بالخبز اللذيذ الذي تطهوه المرأة على نار هادئة في تنور الأرياف والقرى. وأشار سعدان وعمره 59 سنة، أنه لا يجلس في المقاهي مثل العديد من الفنانين، موضحا أن الوحدة التي يعيشها كفنان معتكف هي وحدة هادفة، موضحا أن تجرينه فاقت 30 سنة وأثمرت مايزيد عن 60 معرضا تشكيليا فرديا وجماعيا داخل وخارج المغرب، فاز من خلالها بالعديد من الجوائز القيمة تشجيعا وتقديرا على أعماله المتميزة. وشدد سعدان الذي خاض تجربة التجنيد بفخر واعتزاز، والعمل بإدارة السجون أن السجن ألان أصبح مؤسسة إصلاحية هادفة، تخرج منها العديد من الفنانين والباحثين والأساتذة، مما يعكس التغيير والتطور الذي حصل بهذه المؤسسة على شتى الأصعدة، فضلا عن دعمها الحقيقي للمواهب في كل الأصناف الإبداعية وغيرها. وقال بالمناسبة أن الفنان لا يمكن له أن يعيش من الفن وحده، وان الفن و"العفن" لا يلقيان، مؤكدا أن الفنان الحقيقي هو الذي يجب أن يكون دائما على طهارة، لان الفن جميل ويحب كل ما هو جميل ونقي. وأضاف انه يرسم من اجل الفن، وليس من أجل الشهرة، لان هذا الأخير في نظره يعتبر رسالة نبيلة تحمل الكثير من القيم الفنية والإبداعية والإنسانية، فضلا عن انه يرسم من أجل التعريف ببلاده وما تكتنزه من مقومات فنية وتراثية وحضارية وجمالية. وشدد على انه دائما في لوحاته يحاول أن يجدد، ولا يسترع في انجاز الأعمال، لأن الفن بحث دائم عن الجيد والجديد، سواء من حيث المبنى أو المعنى، داعيا في نفس الوقت كل الفنانين التشكيليين إلى التعاون من اجل تحقيق الأهداف السامية للفن التشكيلي المغربي والفن التشكيلي عموما، لان الفن كما قال" إبداع جميل لا وطن له ولا حدود". وتتميز تجربة الفنان نجيب سعدان بالاحتفاء بكل ما هو تراثي وهوياتي، فضلا عن تكريمه للصورة الرائعة للمغرب في طبيعته وقلاعه، وقصباته وشلالاته. إن أسلوبه التشخيصي والانطباعي يجعل منه احد فناني المستقبل، ومؤسسي الحركة التشكيلية المغربية الجديدة، فنان يحمل في نبض ريشته الكثير من القيم والمبادئ الإنسانية والكونية، التي تجمد في العمق الفنون التشكيلية، فنون خبر تقنيتها وأساليبها، فكانت لوحته صورة حقيقية للسحر والجمال الزهوة بشاعرية لا تقاوم.