صدر للروائي عبد الرحيم جيران عن دار الفاصلة للنشر بطنجة رواية ثالثة وسمها ب” الحَجر والبِركة” بعد “عصا البيلياردو”، و”كرة الثلج”، وهي عمل يعبر عن نقلة نوعية في التجربة الروائية للكاتب رؤية وشكلا وأسلوبا، مع الحرص على تمثيل المبادئ الجمالية التي تكمن خلف روائية أعماله، ويكاد موضوع الرواية يدور إجمالا حول الانفصام التاريخي للشخصية العربية، ويمثل لهذا الموضوع من خلال ممكنات السيرة الذاتية. ويكمن في الواجهة الخلفية للموضوع تمثيل التاريخ المغربي منذ 1950 حتى 2011، ويستهدف هذا التمثيل تاريخ العيش والحياة لا التاريخ السياسي؛ فهذا الأخير لا يتعدى كونه إطارا زمانيا. كما أن تمثيل حياة الشخصية الرئيسة لا يتم انطلاقا من التركيز على لحظاتها الخاصة، وإنما يتم بواسطة حكي الحياة من خلال حكي حيوات الآخرين الذين شاطروا الشخصية أهم محطات الحياة. نقرأ من ظهر الغلاف: “فلم يكن من ملاذ سوى ما تبسطه أمامك كازابلانكا من أمكنة، هربت إليها ضاجًّا من نفسك، قبل أيّ شيء آخر، لم تكن الألسنة حول أمّك هي التي تُطاردك هذه المرّة، بل شيءٌ آخر غامض، لا هيئةَ له، ولا ظلَّ، تستشعر وجوده، تلمسه في خفقة قلبك، وفي تردّد خطواتك، لكن لا تعرف ما هو، كنت تشعر- وأنت تذرع الشوارع، والساحات، والحدائق- أن المكان ليس هو المكان، كان يُنكرك، كان يتسلّل إلى عينيك مائعًا، من غير أبعاد، أو صلابة، لا نستطيع القول إنّك كنت لا تحسّ بالانتماء إليه، وإنّما بالتوه، عدم الانتماء قريب من الغربة ينزع منك ألفة الأشياء، أمّا التوه فله خصلة أن يمنحك الشعور بالضياع في عالم تعرفه حقّ المعرفة..”.