قال الناقد المصري، محمد الشحات، إن رواية "سفاح كازابلانكا" للكاتب المغربي عبد الإله الحمدوشي، سعت إلى تمثيل عالم مدهش، قائم على حبكة بوليسية، بلغة سردية ذات مستويات جمالية متعددة. وأشار الشحات في زاوية نقدية، نشرتها أسبوعية (أخبار الأدب) الثقافية المصرية في عددها الأخير، أن (سفاح كازابلانكا) تقدم "حبكة مدهشة وأحداث مثيرة متلاحقة، ببنية سردية زمانية خطية ممتدة إلى الأمام، غير معقدة، لا تحتوي على استرجاعات أو استباقات لحظية". وأضاف أن الرواية كتبت ب"لغة سردية ذات مستويات جمالية عدة"، لأن الكاتب الحمدوشي "يمتلك لغة جميلة تتسم بقصر الجمل ووضوح الفكرة والبعد عن المجازات الزائدة". وكتب الشحات أيضا أن "عنوان الرواية يبدو مثيرا للغاية، إذ هو أقرب إلى عناوين روايات الجريمة والروايات البوليسية التي تقوم على الحبكة اللافتة والتفاصيل المثيرة المتسارعة"، فتيمة الرواية إذن، يضيف الناقد المصري، "تيمة البحث عن قاتل محترف يجيد الإيقاع بضحاياه بالطريقة ذاتها التي يجيد بها لعبة التخفي والتواري عن أعين المحققين". غير أن إشكالية الرواية، يؤكد الناقد، تكمن في "انفراد الراوي بوجهة نظر كبرى في العملية السردية، وقد كان بإمكانه خلق رواية بوليفونية رائعة تتسق مع رواية ذات حبكة بوليسية، لامتلاكه لغة سردية جميلة". وتتكون رواية "سفاح كازابلانكا" من تسعة مشاهد سردية متصلة، تتصاعد شيئا فشيئا بالأحداث المتوترة التي تبئر على جرائم القتل والعنف، دون قدرة المحققين على التقاط أدنى خيط صغير يسهل عليهم مهمة التعرف على هوية القاتل أو مرتكب هذه الجرائم في فضاء كابوسي متخم بالإثارة والتشويق والرعب. يشار إلى أن عبد الإله الحمدوشي، يعد من أبرز كتاب السيناريو في المغرب، صدرت له أيضا عدة أعمال روائية منها "الحالم"، و "بيت الريح" و "الحوت الأعمى" و "الذبابة البيضاء" و "شمس العش" والقديسة جانجاه".