منذ وصول حزب العدالة والتنمية لتدبير الشأن العام بالمغرب، بعد سنوات طويلة في المعارضة، راكموا خلالها السقطات تلوى السقطات على مستويات عديدة، اقتصاديا واجتماعيا بل حتى على المستوى الأخلاقي الذي يعتبر رأسمالهم الرمزي، ومفتاحهم لحصد أصوات المغاربة، وفي سنة 2019 ظل 'اخوان المغرب' أوفياء لمسلسل الفضائح والنكسات. ومنذ 2012 مع حكومة عبد الاله بنكيران إلى يوم الناس هذا، تعرف المغاربة على الوجه الآخر ل'اخوان المغرب'، وكان عنوانها الرئيس، الفضائح الأخلاقية والزيادات التي استنفدت جيوب المغاربة، في هذا المقال سنتطرق لأهم الانتكاسات التي عاشها حزب الخطيب، في سنة 2019 داخل مربع السلطة التنفيذية بالمغرب وداخل اطارهم السياسي 'المصباح'. القانون الاطار القانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، الذي صادق عليه مجلس النواب، في جلسة عمومية الاثنين 22 يوليوز 2019، بالأغلبية، رافق مناقشته جدل كبير بسبب المادة 31 المتعلق بالتناوب اللغوي في تدريس المواد العلمية، أظهر من جديد ازدواجية مواقف قيادات 'المصباح' في السنوات الأخيرة. واستنكر المغاربة في ابانه، تضارب مواقف قيادات العدالة والتنمية، بخصوص اعتماد اللغات الاجنبية كلغات للتدريس، التي انتقدت التوافق حول مشروع قانون الإطار، وهي التي تدرس أبناءها في البعثات الاجنبية أو المدارس الخصوصية، التي تكون فيها اللغات الاجنبية كلغة أساسية في منظومة التكوين. التحالف مع 'البام' من الاحداث المثيرة والغريبة التي أقدم عليها 'البيجيدي'، هذا العام هو تقاربه مؤخرا، مع حزب الأصالة والمعاصرة، الذي ظل دائما يصفه قياداته ب'حزب السلطة' و'خطيئة النشأة' و'التحكم' وغيرها من الأوصاف التي كالها أمينه العام السابق بنكيران له. وبدأ تقارب 'المصباح' و'الجرار'، بعد اتخاذ 'اخوان العثماني' لقرار مشاركته في تسيير جهة 'الشمال'، بعد انتخاب 'البامية'، فاطمة الحساني، يوم الاثنين 28 أكتوبر 2019، رئيسة لمجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، خلفا لإلياس العماري المستقيل من المنصب. ولتسهيل مأمورية 'عدو الأمس' و'الخط الأحمر' الذي يصف به 'البام'، سحب حزب العدالة والتنمية، مرشحه سعيد خيرون مقابل حصوله على منصبي النائب الأول والخامس في تشكيلة المكتب الجديد لمجلس جهة طنجة. بنكيران ولجنة بنموسى تعرف المغاربة على بنكيران كرجل سخرية أكثر منه 'زعيم سياسي'، وهو ما أظهره حين أعلن شكيب بنموسى، عن لائحة الأعضاء المكونة للجنة اعداد النموذج التنموي الجديد، والتي أشرف الملك محمد السادس الخميس 12 دجنبر 2019، على تعيين أعضاءها، وذلك على إثر تعيين الملك في 19 نونبر 2019 لشكيب بنموسى، رئيسا لها. بنكيران يوم الأحد 15 دجنبر 2019، حين كان يتحدث خلال أشغال المؤتمر الوطني السابع، للاتحاد العام للشغل بالمغرب، الذراع النقابي للحزب الإسلامي، ببوزنيقة، قال إن: 'تشكيلة اللجنة ما عاجباتنيش فهي تضم رموز تيار واحد لأن أعضاءها كلهم متخصصون في التشكيك في الدين، ومافيهاش توازن'. بنكيران أمام مناصريه، لم يجد ما ينتقد به أعضاء لجنة بنموسى من انتقاد علمي وموضوعي وهي التي انطلقت في اجتماعاتها الرسمية وستشرع عملها في 2 يناير 2020، سوى التشكيك في المعتقدات الفكرية لبعض أعضائها، وهو ما أثار سخرية المغاربة، متسائلين عن علاقة الحقل الديني بحقول الاقتصاد والتنمية التي ستشتغل عليها اللجنة، معتبرين أن حديث بنكيران مجرد خطاب سياسي يبتغي من وراءه استرجاع مكانه داخل جزبه. واعتبرت خرجته المسمومة والملغومة هذه، تعبير عن خيبة أمل من خلو أعضاء لجنة بنموسى عن أي قيادي من الحزب الأغلبي، بل إن بنكيران كان يمني النفس أن يكون أحد أعضائها وهو الذي ظل يعيش البطالة منذ اعفاءه من المسؤولية الحكومية، والتي فهم منها أن مساره السياسي انتهى ويجب أن يخلد للراحة. تعاقد ال7 ملايين السمين بعد أن أغرق المغاربة في دوامة الزيادة في المواد الاستهلاكية وتضييق الخناق على الطبقة العاملة، بالاقتطاعات في الأجور، وتحرير أسعار المحروقات التي أصبح المغاربة يكتوون بنارها يوميا بسبب قراره، عاد عبد الاله بنكيران، إلى منزله بالرباط مستمتعا بتقاعد ريعي بلغ 7 ملايين سنتيم وامتيازات كثيرة وهو الذي لم يساهم ولو بسنتيم واحد فيها. ورغم أن بنكيران لم يساهم بأي سنتيم في صناديق التقاعد كرئيس للحكومة، فإنه اعترف بحصوله على تقاعد كرئيس للحكومة، وهو ما يعني حصوله شهرياً على 7ملايين، في الوقت الذي سبق له أن اعتبره ريعاً. اعترف ‘عبد الاله بنكيران' بحصوله على تقاعد رئيس الحكومة، في يناير 2019، 'استفادته من المعاش الاستثنائي، وبأن السيارة التي تداول الإعلام استفادته منها هي منحة من الملك، وهي في ملكية الملك وليس الدولة'. ماء العينين من اللحظات الفارقة في مسار الحزب الإسلامي والتي أظهرت الوجه الآخر لقياداته، صور القيادية آمينة ماء العينين، في باريس، واتهمها المغاربة في حينه، بازدواجية الخطاب والسلوك. واقعة ماء العينين ليست الأولى، بل سبقها إلى ذلك زميلها في الحزب، محمد يتيم، حين سقط في المحظور 'الديني'، في فرنسا، رفقة مدلكته التي اعترف بعلاقتهما بعد انتشر صوره معها في الشارع العام الباريسي. فضائح 'الاخوان' أظهرت استعداد القيادات الإسلامية في التخلي عن المبادئ – الحجاب، العفة، الطهرانية – التي حاولت بها اقناع جزء من المغاربة، بعد وصولها لمبتغاها وخروجها من 'منفى المعارضة'، إلى نعيم المناصب والامتيازات الحكومية والبرلمانية وغيرها من المسؤوليات التي تُدر امتيازات بالجملة. التحرش ب'القنديلات' زلزال الفضائح الأخلاقية التي لاحقت ولا تزال قيادات حزب العدالة والتنمية، منذ دخول الحزب الإسلامي للحكومة منذ عام 2012. وفي مارس من سنة 2019، اعترف عبد الاله بنكيران، الأمين العام الأسبق لحزب العدالة والتنمية، أن 'هناك حالات تحرش داخل الحزب'. وقال بنكيران آنذاك في كلمة له خلال لقائه بأعضاء من حزبه بمدينة مراكش، إن هناك أمورا ليست بالجيدة بدأت تظهر داخل الحزب، وخص بالذكر ما وصف بالتعامل مع النساء داخل الحزب.