يبدو أن العلاقات المتوترة بين الجزائر والمغرب لن تبرح مكانها، بعد تبني ومناصرة الرئيس الجزائري الجديد، عبد المجيد تبون، قبل قليل، الطرح الانفصالي لتنظيم جبهة البوليساريو، وترديده لنفس أسطوانة السلطة الجزائرية في تعاملها مع قضية الصحراء المغربية. ووسط تصفيقات كبار الجنرالات، أكد تبون على تبنيه للطرح الانفصالي، في أول خطاب رسمي له مباشرة بعد أدائه اليمين الدستوري في حفل التنصيب زوال اليوم الخميس بقصر الأمم بالعاصمة، وذلك بعد أيام من انتخابات رفضها المحتجون واعتبروها مجرد مسرحية لاستمرار الحرس القديم في السلطة والذي رهن الجزائر لعقود طويلة. تبون في خطابه اعتبر قضية نزاع الصحراء، التي تُعد بلاده الجزائر طرفاً رئيسيا فيه، 'مسألة تصفية استعمار في يد الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي'، الطرح نفسه الذي تتبناه 'البوليساريو'، مما يؤشر على أن العلاقات بين البلدين الجارين سيستمر جمودها باعتبار قضية الصحراء بالنسبة للمملكة هي قضية وطنية وذات أولوية كبرى. وفي محاولة لتلطيف العلاقات مع المغرب بل وفي تناقض مع موقفه المنحاز لصالح التنظيم الانفصالي، دعا تبون إلى ابعاد قضية الصحراء المغربية عن 'تعكير صفو العلاقات مع الأشقاء في المنطقة المغاربية'. هذا، وأدى عبد المجيد تبون اليمين الدستورية اليوم الخميس، بقصر الأمم في العاصمة، بعد أسبوع من انتخابات عرفت عزوفاً لدى الشريحة الكبرى للجزائريين، وسط رفض واسع للعملية الانتخابية بأكملها.