في الآونة الأخيرة، يتحسس إسلاميو المغرب مكانتهم التي اهتزت أمام الرأي العام، ما جعلهم في حالة تخبط سياسي قضى على ما كان يسمونه في الأمس، خاصة خلال عهد بنكيران، ب'الخطوط الحمراء'، التي أصبحت بين عشية وضحاها ‘خضراء' بقدرة قادر! فحزب العدالة والتنمية، يستمر دون هوادة هذه الأيام في توسل رحمة غريمه ‘السابق' حزب الأصالة والمعاصرة، لخوض المحطات السياسية المقبلة، بعد استشعاره لخطورة التراجعات التي يراكمها يوما بعد يوم، سواء على مستوى الحكومة أو على مستوى تدبير شؤون الجماعات والأقاليم والجهات التي يرأسها. حزب 'المصباح' منذ فك ارتباطه بالرفاق في حزب التقدم والاشتراكية، استشعر مأزق عزلته في الساحة السياسية، خاصة أمام التحركات المكثفة للأحزاب المنافسة، على رأسها حزب التجمع الوطني للأحرار، ما دفعه ل'التغزل سياسيا' بخصمه 'البام' الذي قال فيه منذ تأسيسه ما لم يقله مالك في الخمر. أمام هذا 'الزواج السياسي العرفي'، تستغل قيادات 'المصباح' كل فرصة أو نشاط حزبي لمحاولة تبرير التحالف الذي وصف بالغريب مع خصمه 'البام' على مستوى تدبير جهة طنجةتطوانالحسيمة، وهو ما اعتبره عزيز رباح، عضو أمانة ‘المصباح' تحالف أملته 'مصلحة الوطن والمواطن'. رباح، الذي كان يتحدث بحضور الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني في لقاء وطني لرؤساء الجماعات الترابية لحزبه، أمس الأحد، بالقنيطرة، قال إن تحالف 'المصباح' مع 'الجرار'، جاء استجابة 'للواجب ولتسريع المشاريع واستشرافاً للمستقبل، وكذا توجيه رسالة إلى الجميع بأنه حين يتعلق الأمر بمصلحة الوطن تتراجع الخلافات السياسية إلى الصف الثاني'. ربّاح في محاولة التبرير، ذكر أيضا بالدعم الذي قدمه منتخبو حزبه لمحمد بودرا، رئيس جماعة الحسيمة والمنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، خلال انتخابات المنظمة العالمية للمدن والحكومة المحلية، التي جرت بجنوب افريقيا، والتي توج برئاستها 'البامي' بودرا. وأوضح رباح أنه 'رغم أن بيننا وبين المرشح بودرا معركة كبيرة وخلافات سياسية كبيرة' مضيفا أن 'دعمنا له رأينا فيه الراية المغربية بالنجمة الخضراء والثوابت الوطنية 'الله الوطن الملك'، رغم عدم تواجد العدالة والتنمية في الجمعية التي يرأسها بودرا'.