كم طال انتظار الفرقة الأسطورية الأمريكية "بلاك آيد بيز"، لتؤدي أخيرا أمام الجمهور المغربي، أمس الثلاثاء بمنصة السويسي بالرباط، عرضا موسيقيا واستعراضيا خياليا سيبقى خالدا في أذهان المتتبعين. وتمكنت فرقة "بلاك آيد بيز" من تقديم أداء اهتزت له جنبات المنصة، أمام جمهور قدم من أماكن عدة للاستمتاع بعرض كان جد منتظر في إطار فعاليات الدورة الثامنة عشر لمهرجان "موازين.. إيقاعات العالم"، الذي سيحتفظ بيوم الخامس والعشرين من يونيو 2019 ضمن سجلاته الذهبية. فوحدهم الذين حظوا بفرصة مشاهدة هذا العرض، الذين باستطاعتهم التعبير بدقة عن حجم الحماس الذي كان سائدا في صفوف الجماهير الغفيرة. هكذا، وعبر ألحان تمزج بين الروك والبوب والفانك والإلكترو، بل وحتى السالسا، نجحت هذه الفرقة ذات الأسلوب الفريد من نوعه، والتي تقدم صنفا بديلا عن الراب الكلاسيكي، في خلق حالة هستيرية واحتفالية غير مسبوقة، وبدا الكبار كما الصغار مذهولين أمام هذا الأداء المبهر الذي جعل الجميع يرقص من البداية إلى النهاية. ونجحت الفرقة ذات النجاح العالمي، والتي كانت نشأتها عبر ثلاث شبان من كاليفورنيا، هم ويل يام أبل دو أب وتابو من الوفاء بالوعد الذي أعلنته خلال الندوة الصحفية، والمتمثل في منح الجمهور المغربي سهرة حماسية لاتنسى وبتقديم أغاني لأول مرة على الخشبة. ومنذ بداية العرض، اهتزت المنصة من خلال أغانيهم ورقصاتهم العالقة في أذهان جميع محبيهم المنتمين لمختلف الأجيال ك"رود دات بودي" و"بوم بوم" و"لا توقف اللعبة" و"أين الحب". وأمتعت الفرقة المتميزة التي احتفلت في سنة 2018 بالذكرى العشرين لتأسيسها، الجمهور الحاضر بباقة مختارة من أكثر أغانيها الناجحة في العالم بأسره وأعمالها المشتركة مع كبار النجوم العالميين. وعم جو هستيري لا يوصف عندما أدت الفرقة أحد أشهر وأنجح مقاطعها وهو "بامب إيت"، التي غناها الحضور بكل جوارحه ورقص على إيقاعاتها في لحظة لا تتكرر. ولم يتوقف "بلاك آيد بيز" طيلة العرض عن التعبير عن مدى حبهم للمغرب وفرحهم بلقاء الجمهور المغربي المفعم بالطاقة، مؤكدين أن إحياء حفل بالمغرب حلم تحقق اليوم وولو أنها المرة الأولى فحتما لن تكون الأخيرة. ولم يغلب الاحتفال وحده على أجواء العرض بل أنه تميز كذلك بتمرير رسائل بناءة، عندما أدى البلاك أغنيتهم الحديثة "كن جميلا" التي تدعو إلى نبذ الكراهية والتصرف بإيجابية. ولإسدال الستار على الأمسية، في أبهى صورة، كان التوقيع على أغنية "لدي إحساس"، وهي التي حققت أكبر مبيعات في القرن الواحد والعشرين. وشكر "بلاك آيد بيز"، وهم متشحون للعلم المغربي، الجمهور على هذه الأجواء الاحتفالية والطاقة الخيالي، معتبرين أنه الأفضل في العالم. وسجل هذا الحفل الناجح على كل المستويات، العودة القوية ل "بلاك آيد بيز" بعد توقف سنة 2011، حيث منحهم دفعة جديدة وأكد قدرة موسيقاهم على الاستمرار والصمود أمام عامل الزمن. وفي بدايات سنوات التسعينات وبعد تعاونهم مع ماك غراي وموس ديف ودو لاسول وويكليف جون، انضمت المغنية فيرجي إلى هذا الثلاثي الذهبي، وهو ما مثل قفزة نوعية في مسار الفرقة من خلال تحقيق مبيعاتها لأرقام فلكية في سنة 2003، لاسيما من خلال أغنية أين الحب بتعاون مع جاستن تيمبرليك. وتوالت السنوات لترسخ ريادة الفرقة عالميا، وفي 2009 مكن ألبوم النهاية الفرقة من تكريس حضورها في العالم بأسره، من خلال أغنية بوم بوم. وظلت أغنية باو في الصدارة طيلة عشرة أسابيع بالولايات المتحدة، فيما حافظت أغنية لدي إحساس التي أنتجها دافيد غيتا في ريادة تصنيف الأغاني لمدة أربعة عشر أسبوعا. وبعد توقف في 2011، عادت الفرقة في 2015 بصحبة دافيد غيتا من خلال مهرجان كوتشيلا. وفي 2017 دشنت حضورها بجولة عالمية وعودة إلى موسيقى الهيب هوب الأصلية، وفي السنة الموالية، واصلت على نفس الخط من خلال الاستمرار في تطوير اشتغالها على طابعها المعروف في الهيب هوب والسول.