قال الباحث في الشؤون السياسية، محمد بودن، إن انتخاب المغرب بمجلس السلم والأمن بالاتحاد الافريقي يمثل إنجازا دبلوماسيا على مستوى أبرز هياكل النظام الأفريقي. وأكد بودن، إن الموقع القاري الجديد للمغرب سيمكنه من فرض رؤيته بشأن أولويات الأمن والسلم بالقارة الأفريقية، وتعزيز فرص لعبه لأدوار حاسمة في عدد من الملفات الأمنية، وتقديم الحلول القارية. وذكر ذات الباحث، أن مجلس السلم والامن بالاتحاد الافريقي مثل في السابق منصة لإصدار مقررات معاكسة للمصالح المغربية أبرزها تعيين الموزمبيقي جواكيم شيصانو مبعوثا للاتحاد الافريقي بالصحراء ،واكتساب المغرب للعضوية في مجلس السلم والأمن يعتبر تحولا استراتيجيا سيعيد ترتيب الأسبقيات في المجلس بإعتباره مؤسسة قارية لها صلاحيات واسعة في صناعة السلم والامن بالقارة والحيلولة دون تفجر النزاعات. وفوز المغرب بالمقعد ممثلا عن منطقة شمال افريقيا يؤكد اعتراف 39 بلد بأهمية مكانة المغرب القارية،وتصويت أعصاء المجلس الوزاري التنفيذي في دورته 32 جاء تأكيديا لتصويت الدول الأعضاء بالإتحاد الافريقي لصالح عودة المغرب لأسرته القارية في القمة 28. يضيف الباحث. وأردف بودن أن الموقع الجديد للمغرب يشدد تضييق الخناق على خيارات الجزائر و البوليساريو، بحيث أن التلويح باللجوء للخيار العسكري سيصبح فاقدا للجدوى، لتعارضه مع خارطة الطريق الشاملة التي وضعها الاتحاد الافريقي بشأن الخطوات العملية لإسكات البنادق والأسلحة في افريقيا بحلول 2020،وهي جزء أساسي من الأجندة القارية 2063 وسيسهر على تنفيذها مجلس السلم والامن بالاتحاد الافريقي ( يتشكل من 15 عضوا ) وتدعمه لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية. بالإضافة للمغرب 6 دول من أصل 10 تم انتخابها في مجلس السلم والامن بالاتحاد الافريقي لا تعترف بالبوليساريو وهي غينيا الاستوائية، الغابون، الطوغو، ليبيريا، سيراليون، جيبوتي وهي دول سبق لها أن كانت من بين الدول التي رفعت عريضة لرئيس القمة 27 للاتحاد الافريقي قصد تعليق عضوية » الدولة الوهمية » بهياكل الاتحاد. وأوضح ذات الباحث، أن المغرب سيجاور في مجلس السلم والامن بالاتحاد الافريقي 05 اعضاء آخرين تستمر عضويتهم بالمجلس إلى غاية 2019 وهي مصر، نيجيريا، كينيا، زامبيا والكونغو. ومن خلال هذه المعطيات، يوضح بودن، أن 8 اعضاء داخل مجلس السلم والامن بالاتحاد الافريقي لها تطابق في وجهات النظر مع المغرب حول عدد من الملفات القارية، بالإضافة للتقارب المتصاعد مع كل من روندا و نيجيريا و إمكانية فتح صفحة جديدة مع انغولا بعد اللقاء الذي جمع جلالة الملك محمد السادس بالرئيس الانغولي لورنزو بالقمة الأفريقية الأوروبية، أما العلاقة بالأعضاء الثلاثة الآخرين مصر وكينيا و زيمبابوي لازالت محكومة بالغموض والتقاطع. وانتخب المغرب، اليوم الجمعة بأديس أبابا، بمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، وذلك خلال الدورة العادية ال32 للمجلس التنفيذي للاتحاد، التي تنعقد بالعاصمة الإثيوبية تحضيرا لقمة رؤساء الدول والحكومات (28 – 29 يناير).