اعتبر المحلل السياسي، ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية، محمد بودن، اعتداء سلطات الموزمبيق على حرية وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي، ناصر بوريطة، وباقي أعضاء الوفد المغربي في الاجتماع الوزاري للقمة السابعة لمؤتمر طوكيو لتنمية أفريقيا " TICAD " تهديدا جديا لصيانة العلاقات الإفريقية اللازمة للتعاون وخدعة جديدة لم تنطل على اليابان كشريك لأفريقيا والتي لم يسلم وفدها بدوره من المضايقات. وقال بودن في تصريح لجريدة أخبارنا المغربية إن سلوك سلطات الموزمبيق تجاه الوفد المغربي بمساعدة انفصاليي البوليساريو على التسلل للاجتماع الوزاري يمثل رد فعل على تشبث المغرب بعدم انعقاد الدورة السابعة ل "تيكاد " بمستوى قمة رؤساء وإنما الاقتصار على مستوى اجتماع وزاري، وهو ما تطلب خوض معركة دبلوماسية في كواليس الاتحاد الافريقي. ويضيف ذات المتحدث أن تسلل البوليساريو بدعم من الجزائر وتسهيلات من الموزمبيق للاجتماع الوزاري ل " تيكاد" بدون دعوة رسمية جعل اليابان تراجع إمكانية تنظيم القمم المقبلة في إحدى الدول الإفريقية بعدما نظمتها كينيا سنة 2016 والموزمبيق سنة 2017، بينما نظمت خمس قمم سابقا في كل من طوكيو ويوكوهاما باليابان منذ 1993، إذ يمكن اعتبار هذا المعطى خسارة لأفريقيا بسبب البوليساريو الذي يبقى " كيانا معلقا في الهواء ". وفيما يتعلق بالجانب القانوني الدولي، يؤكد محمد بودن، أن وزير خارجية دولة معينة يتمتع بامتيازات وحصانة شخصية تكفل له ولدولته الاحترام والعناية وتقع على الدولة المضيفة وفي هذه الحالة لم تلتزم الموزمبيق باتخاذ التدابير الوقائية لمنع أي اعتداء على شخصه أو حريته أو كرامته، لأن وزير الخارجية في أي دولة ينوب عن رئيس الدولة في متابعته للملفات او اي مهمة خاصة يكلف بها،وهناك حكم سابق لمحكمة العدل الدولية صدر في فبراير 2002 يؤكد على أن وزير الخارجية يمثل دولته في أداء وظيفته وأعماله تلزم الدولة التي يمثلها ولا يطلب منه تقديم وثيقة تفويض او اعتماد، وهذه الحصانة الشخصية تحميه ضد أعمال السلطة من جانب دولة أخرى وهو ما حصل عكسه في موزامبيق رغم ان ما يتمتع به ممثلي الدول في المؤتمرات الدولية من حصانة مقررة لهم لا يجب ان يتأثر برغبات الدولة المضيفة او طبيعة علاقاتها مع الدولة التي يمثلها الوفد. ويسترسل المحلل السياسي، محمد بودن، بالقول : " وإذا كانت اتفاقيات أممية تؤطر حصانات ممثلي الدول في المؤتمرات فما موقع البوليساريو في المنظومة الأممية حتى تحاول بعض الدول تمتيع بعض ممثلي البوليساريو بهذه الحصانات ؟ " ويختم بودن حديثه بأن المغرب تمكن من جهة في فرض نفسه كقوة قارية ومن جهة أخرى من ملاحقة البوليساريو و محور الجزائر _ جنوب أفريقيا و الموزمبيق تبقى منصة لهذا المحور المناهض للحضور المغربي، بحيث تتزامن مع هذه القمة اليابانية الافريقية زيارة للرئيس الجنوب الافريقي جاكوب زوما الذي استقبل من طرف رئيس موزمبيق فيليب خاسينتو نيوزي الذي كان قد استقبل في فبراير الماضي ابراهيم غالي وبالتالي فما حصل يبقى نتيجة متوقعة وتصفية لحساب طويل بشتى الطرق لأن موزامبيق كانت من بين الدول التي عارضت عودة المغرب للاتحاد الافريقي، بل الاكثر من هذا المغرب لم يعترف برئيسها السابق جواكيم شيصانو كمبعوث من طرف الاتحاد الافريقي لقضية الصحراء ومن سوء الصدف أن القاعة التي شهدت الاعتداء على الوفد المغربي تسمى بمركز المؤتمرات جواكيم شيصانو وهو ما يعني ان كل الظروف لم تكن طبيعية.