تم أول أمس بأديس أبابا، انتخاب المغرب، بمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، وذلك خلال الدورة العادية ال32 للمجلس التنفيذي للاتحاد، التي تنعقد بالعاصمة الإثيوبية تحضيرا لقمة رؤساء الدول والحكومات (28 – 29 يناير. محمد بودن، رئيس المركز الأطلس لتحليل المؤشرات العامة اعتبر انتخاب المغرب بمجلس السلم والأمن الافريقي لولاية قابلة للتجديد 2018 _ 2020 يمثل إنجازا دبلوماسيا على مستوى أبرز هياكل النظام الأفريقي. وأشار بودن إلى أن الموقع القاري الجديد للمغرب سيمكنه من فرض رؤيته بشأن أولويات الأمن والسلم بالقارة الأفريقية،وتعزيز فرص لعبه لأدوار حاسمة في عدد من الملفات الأمنية،وتقديم الحلول القارية. وأضاف المحلل السياسي أن مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي مثل في السابق منصة لإصدار مقررات معاكسة للمصالح المغربية أبرزها تعيين الموزمبيقي جواكيم شيصانو مبعوثا للإتحاد الإفريقي بالصحراء ،واكتساب المغرب للعضوية في مجلس السلم و الأمن يعتبر تحولا استراتيجيا سيعيد ترتيب الأسبقيات في المجلس باعتباره مؤسسة قارية لها صلاحيات واسعة في صناعة السلم والأمن بالقارة والحيلولة دون تفجر النزاعات. وأكد المتحدث ذاته أن فوز المغرب بالمقعد ممثلا عن منطقة شمال إفريقيا يؤكد اعتراف 39 بلد بأهمية مكانة المغرب القارية،وتصويت أعضاء المجلس الوزاري التنفيذي في دورته 32 جاء تأكيديا لتصويت الدول الأعضاء بالإتحاد الإفريقي لصالح عودة المغرب لأسرته القارية في القمة 28. وتابع بودن تحليله بالقول أن الموقع الجديد للمغرب يشدد تضييق الخناق على خيارات الجزائر و البوليساريو،بحيث أن التلويح باللجوء للخيار العسكري سيصبح فاقدا للجدوى،لتعارضه مع خارطة الطريق الشاملة التي وضعها الاتحاد الإفريقي بشأن الخطوات العملية لإسكات البنادق والأسلحة في إفريقيا بحلول 2020،وهي جزء أساسي من الأجندة القارية 2063 وسيسهر على تنفيذها مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي ( يتشكل من 15 عضوا ) وتدعمه لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية . وأوضح مدير مركز أطلس لتحليل المؤشرات العامة أنه بالإضافة للمغرب 6هناك دول من أصل 10 تم انتخابها في مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي لا تعترف بالبوليساريو وهي غينيا الاستوائية،الغابون،الطوغو،ليبيريا،سيراليون،جيبوتي وهي دول سبق لها أن كانت من بين الدول التي رفعت عريضة لرئيس القمة 27 للاتحاد الإفريقي قصد تعليق عضوية " الدولة الوهمية " بهياكل الاتحاد. ويرى بودن أن المغرب سيجاور في مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي 05 أعضاء آخرين تستمر عضويتهم بالمجلس إلى غاية 2019 وهي مصر،نيجيريا،كينيا،زامبيا والكونغو. ومن خلال هذه المعطيات يتضح أن 8 أعضاء داخل مجلس السلم والأمن بالاتحاد الإفريقي لها تطابق في وجهات النظر مع المغرب حول عدد من الملفات القارية، بالإضافة للتقارب المتصاعد مع كل من روندا و نيجيريا و إمكانية فتح صفحة جديدة مع انغولا بعد اللقاء الذي جمع جلالة الملك محمد السادس بالرئيس الأنغولي لورنزو بالقمة الأفريقية _ الأوروبية،أما العلاقة بالأعضاء الثلاثة الآخرين مصر وكينيا و زيمبابوي لازالت محكومة بالغموض والتقاطع.