سيكون عام 2018 حاسما بالنسبة للسرعة العالية جدا في قطاع السكك الحديدية في افريقيا. إذ سيشهد العام الجاري اكتمال إنجاز أول مشروع للقطار الفائق السرعة في القارة السمراء و من المقرر أن يتم افتتاحه التجاري في الصيف المقبل. وستكون المملكة المغربية أول دولة فى القارة توفر خدمة قطار يسير ب 320 كم / ساعة على شبكة السكك الحديدية. وقد حطم القطار الفائق السرعة المغربي اثناء تجاربه الميدانية التي أجريت خلال الأسابيع القليلة الماضية الرقم القياسي الافريقي في السرعة بقطعه مسافة بين مدينتي العرائش والقنيطرة ب 320 كلم في الساعة وهو رقم غير مسبوق على المستوى القاري. وقد أطلق المشروع رسميا في عام 2007 بحضور محمد السادس ونيكولا ساركوزي، وقد بدأت الاشغال في عام 2011 وكان من المقرر أن تنتهي في 2015 سنة الاستغلال التجاري للمشروع ، ولكنها عرفت تعثرات طويلة بسبب إجراءات نزع الملكية . . واليوم بعد سنتين من التأخير أصبح المشروع شبه جاهز قبل العملية التجارية المقرر لها في النصف الثاني من العام الجاري، ولم يعد ينقصه سوى استكمال الاختبارات التقنية المقررة في النصف الأول من عام 2018. كما سيكون الخط فائق السرعة كذلك على موعد مع المراحل الأخيرة من التجارب ابتداء من شهر فبراير المقبل، و التي ستخصص لاختبار مجموع البنية التحتية بعد إيصالها بالتيار العالي في شهر يناير، وكذلك سكتي الخط الجديدة والتواصل بينهما إلى جانب جميع التجهيزات. وعقب هذه المراحل، سيخضع الخط فائق السريع لمراحل الترويض، وذلك قبل الموافقة على استغلاله في المرحلة الأخيرة، والشروع بعد ذلك في التشغيل. ويعد خط القطار الفائق السرعة تتويجا للتعاون الفرنسي المغربي الوثيق على أعلى مستوى منذ أن قدمت الدولة الفرنسية التزاما ماليا بنسبة 51٪ من إجمالي استثمارات مشروع التي جي في المغربي. وطوال مراحل المشروع ، كانت الشركات الفرنسية حاضرة بشكل كبير في مختلف مراحل الانجاز (SNCF, Egis, Systra, Cegelec, Ansaldo, Engie et Colas Rail) بالإضافة إلى عملية تزويد قطارات وعربات التي جي في للمغرب المصنعة من قبل ألستوم. وترتبط شركة SNCF في المشروع المشترك مع نظيرها المغربي، المكتب الوطني للسكك الحديدية عبر بناء ورشة صيانة في طنجة-مغوغة.