تقيم مؤسسة التجاري وفابنك للرعاية بفضاء الفنون أكتيا معرضها الفني الذي يحمل ولأول مرة في المغرب اسم « الشعيبية و الحسين طلال، أعمال في المرآة ».و يجمع هذا المعرض، حسب بلاغ « مؤسسة التجاري وفا بنك » بين أعمال هذين الفنانين التشكيليين، من خلال انعكاسات على المرآة تمتزج فيها أحاسيس متبادلة بين الأم وابنها دون حدود وتوجهات فنية تجسد شغفهما بالرسم وتجلياته. فبعد مرور 12 سنة على وفاة الرسامة المغربية الشهيرة الشعيبية طلال في سنة 2004 ، حرصت مؤسسة التجاري وفابنك للرعاية على تكريم هذه الأسطورة الحية للفن المغربي والتي حظيت بمكانة هامة في قلوب المغاربة بصفة عامة وهواة الفن التشكيلي في العالم بأسره. وإلى جانبها، تميز الحسين طلال منذ صغر سنه بفنه التشكيلي بعيدا عن المدارس التقليدية، كما كرس حياته لأعمال أمه وإشعاع صورتها في العالم بأسره. وتستحق هذه القصة الجميلة التي تحمل بين ثناياها قيم الارتباط بالأصل والوفاء أن تشكل موضوع معرض فني يمتد زمنيا من 1967 إلى 1988 بالنسبة للشعيبية و من 1970 إلى 2015 بالنسبة للحسين طلال حيث تتعايش أعمال وإصدارات فنية نادرة يعرض بعضها للجمهور لأول مرة. وسيتيح المعرض كذلك الاطلاع على شهادات مصورة لمفكرين ومثقفين مثل فاطمة المرنيسي وأحمد الطيب لعلج والطيب الصديقي وأحمد جريد… كما يقترح انغماسا في عالم هذين الفنانين المتميزين : الشعيبية بتشكيلها الحر المنبثق عن تلقائية متجددة باستمرار والحسين طلال بتعبيره الدرامي الراسخ. وسيقترح هذا الحدث الفني الأول من نوعه كذلك عناصر وأشياء تعبر عن أماكن عيش الفنانين. ولاستعادة هذه الأجواء الحية، تمت الاستعانة بأغراض شخصية تنبض بالأحاسيس والذكريات تجعل المتلقي يدرك مدى العلاقة التي كانت تربط الأم بابنها. من لوحة فنية إلى أخرى ومن فضاء إلى آخر، ستنعكس أو ستتقابل الألوان القاتمة والمتوغلة في لوحات طلال مع الألوان الفاتحة والحية باستمرار التي تزين إبداعات الشعبية. إن هذا الخليط هو ما سيعطي للمعرض بعدا من الخيال و الشعور والأحاسيس. تضع مؤسسة التجاري وفابنك لبنة جديدة في محورها الذي يعنى بالذاكرة ، » الشعيبية و الحسين طلال، أعمال في المرآة « ومن خلال تنظيم معرض والتاريخ. ويخصص هذا المحور الذي ينظم بوتيرة مرة في كل سنتين لمعارض تذكر بأعمال كبار الفنانين التشكيليين ذوي مسارات مهنية تفوق 50 سنة. ويتعلق الأمر كذلك بالنسبة لمؤسسة التجاري وفابنك بمواصلة خطواتها الرامية لدمقرطة الفن من خلال فنانيين كالشعيبية والحسين طلال، باعتبارهما قاطرتين للفن بالمغرب. كما تقترح المؤسسة كعادتها برنامجا للزيارات الموجهة يشرف على تنشيطها محاضر لفائدة كافة المجموعات المدرسية والجمعيات الراغبة في اكتشاف أو إعادة اكتشاف هذه الصفحة من صفحات تراثنا التشكيلي المعاصر. وعلى هامش هذا المعرض، أجمعت شهادات العديد من الفنانين والنقاد، على أن الفنانين التشكيليين الشعيبية وحسين طلال، استطاعا أن يؤسسا للغة فنية تشكيلية محلية، غير أنها تتسم بطابع كوني. وأوضحوا في تصريحات لهم، أن عددا من الأعمال الفنية يعرض بعضها لأول وذلك في محاولة لإعادة بناء عوالم الشعيبية وطلال، من خلال عرض أغراض شخصية لهما، ويغوص هذا المعرض لأول مرة في الذاكرة والمسارات الخاصة للفنانين، حيث تتقاطع نظرات الأم والابن من خلال هذه التظاهرة الفنية. وفي هذا الصدد، اعتبر الفنان التشكيلي محمد المليحي ورئيس الجمعية المغربية للفنون التشكيلية، أن هذا المعرض متفرد لأنه يجمع بين أعمال الأم الفنانة الشعيبية وابنها الفنان حسين طلال. وأضاف أن هذه التظاهرة الفنية، التي الذي تنظمها مؤسسة التجاري وفا بنك إلى غاية 14 أبريل المقبل، تجمع بين فنانين، ذات دلالة عظيمة، مشيرا إلى أن الشعيبية وحسين طلال يعتبران من الركائز الأساسية للتشكيل بالمغرب. من جانبه، قال الفنان التشكيلي عبد الله الحريري، في تصريح مماثل، إن هذا المعرض يجمع بين قطبين للفن التشكيلي المغربي وعمودين للحركة التشكيلية، مضيفا أن الحديث عن الفن التشكيلي بالمغرب لا بد أن يستحضرهما سواء على مستوى الأعمال أو من خلال مسارهما الذي يزيد عن خمسين سنة من « النضال التشكيلي ». في حين اعتبر الفنان محمد المنصوري الإدريسي رئيس الجمعية المغربية للفكر التشكيلي، أن هذا المعرض استثنائي وخاص لأنه يجمع بين قامتين من قامات الفن التشكيلي بالمغرب، موضحا أنه يتميز بكون هذا المعرض يجمع بين الأم وابنها، مضيفا أن الفنانين يعتبران مفخرة للمغرب وإضافة بارزة في عالم الفن التشكيلي المغربي.