تنظم وزارة الفلاحة والتنمية القروية والمياه والغابات في الفترة الممتدة ما بين 29 نونبر و 03 دجنبر المقبل، النسخة الثانية من المعرض الوطني للمراعي، والذي اختيرت له شعار: « القانون الرعوي الجديد في خدمة التنمية المستدامة للمراعي »، إذ يندرج هذا المعرض في إطار برنامج تنمية المراعي وتنظيم الترحال الذي أعطيت انطلاقته الرسمية سنة 2015 والذي يعتبر آلية فعلية لتنزيل استراتيجية الوزارة في مجال تنمية المراعي وتدبيرها المستدام في أفق تطوير النشاط الرعوي وتحسين ظروف عيش ساكنة المجالات الرعوية. ويضم المعرض الممتد على مساحة هكتار واحد منها 4000 متر مربع مغطاة مخصصة لقاعة للندوات وفضاء للمؤسسات والمقاولات والتي ستشارك ب28 رواقا ستعرض فيه المؤسسات والمديريات الجهوية للفلاحة المشاركة أهم برامجها التنموية لاسيما التي تستهدف تثمين وتطوير سلاسل الإنتاج المرتبطة بالمراعي، كما سيخصص جناحا خاصا للتنظيمات المهنية قصد تمكينها من عرض ما تزخر به المناطق الرعوية على صعيد المملكة وكذا تبيان التطور الذي عرفته طرق الإنتاج والتثمين منذ انطلاق مخطط المغرب الأخضر. وفضاء مفتوح للتعاونيات والذي سيعرف مشاركة 51 تعاونية من مختلف ربوع الوطن، علاوة على جناح خاص تؤثثه عائلات رعوية ممثلة لأهم المناطق الرعوية للمملكة وذلك من أجل تثمين هذا النمط من العيش والموروث الثقافي المرتبط به والذي يكتسي بعدا يتجاوز حدود الوطن وجذوره ضاربة في عمق التاريخ فضلا على فضاء للمواشي والابل سيتم من خلاله عرض بعض الأصناف من المواشي والإبل التي تشكل المراعي موطنها والموارد الرعوية أساس تغذيتها، والذي سيحتضن مسابقة لمربي الماشية على الصعيد الاقليمي. ويشكل المعرض فرصة سانحة لتقديم أهم منجزات البرنامج في الميادين المرتبطة بتحسين إنتاجية المراعي من خلال خلق محميات رعوية ومحيطات مغروسة بالشجيرات العلفية أو تحسين الولوج للمياه اللازمة لتوريد الماشية أو المرتبطة بفتح المسالك الرعوية ذي الأهمية القصوى في تسهيل تدبير الموارد الرعوية أو فك العزلة على ساكنة المناطق الرعوية بالإضافة إلى عرض المجزات في مجال تقريب وتسهيل الولوج من طرف الساكنة إلى الخدمات التعليمية والصحية الضرورية أو فيما يرتبط بالمجهودات الجبارة المبذولة لتنظيم الكسابة في إطار تعاونيات رعوية يعهد إليها تسيير وتدبير المجالات المهيأة والتجهيزات المحدثة. ويشمل برنامج الندوات العلمية في النسخة الثانية للمعرض الوطني للمراعي، والممتد على مدى ثلاثة أيام ندوات والتي سينشطها ممثلو الوزارة والخبراء، محاور تهم برنامج المراعي، عبر تخصيص الندوة الأولى حول موضوع » الإطار القانوني الجديد للمراعي في خدمة تحصين النشاط الرعوي »، كما سيخصص اليوم الثاني لمحور « تدبير تنقلات القطعان من أجل تقوية قدرات الكسابة في مواجهة تحديات الجفاف » فضلا على موضوع « تنظيم الكسابة من أجل حكامة جيدة على مستوى المراعي » والتي ستكون مسك ختام الندوات. ويأتي اختيار تنظيم هذه الندوات لما يشكل هذا المعرض من فضاء وفرص للالتقاء وتبادل للتجارب والخبرات، بين الكسابة والتنظيمات المهنية المشاركة، في المجالات المرتبطة بتربية المواشي أو تثمين المنتجات المجالية المرتبطة بالمراعي، كما أن أهمية المواضيع المختارة نابعة من أهمية الإطار القانوني الجديد للمراعي وما يضعه من أسس قويمة من أجل تطوير النشاط الرعوي وتدبير مستدام للموارد الرعوية بشكل عام. كل هذا ينضاف إلى أهمية تدبير تنقلات القطعان بين المناطق الرعوية بما يمكن من تدبير أمثل لمواردها والتخفيف من عبء الكسابة لاسيما خلال السنوات العجاف، الى أن هذا لا يمكن أن يتأتى إلى من خلال العمل على تنظيمهم في إطار تنظيمات مهنية قوية قادرة على أن تشكل محركا وضامنا أساسيا لتنمية محلية مستدامة تضمن العيش الكريم للساكنة المحلية مع التدبير المعقلن للموارد الرعوية.