كشف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، أن المغرب يعاني من إجهاد مائي شبه هيكلي، كاشفا عن خطط المملكة لمواجهة موجة الجفاف التاريخية. وأشار البواري في حوار مع "فرانس24″، إلى أن "الإجهاد المائي بالمملكة مرشح إلى التفاقم بفعل التزايد القوي في الطلب على المياه والتغيرات المناخية المتسارعة"، موضحا "بحيث أصبحنا نعيش تذبذبا وتراجعا في كمية التساقطات، مما يؤثر سلبا على حجم الواردات وينعكس طبعا على مخزون السدود والمياه الجوفية". وأفاد المسؤول الحكومي، بأنه "حاليا لا يتعدى مخزون المياه المعبأة بالسدود 4,6 مليارمتر مكعب، أي بنسبة ملء 28%. مع العلم أن 70% من هذا المخزون يتواجد فقط بحوضي سبو واللوكوس بشمال المملكة". وأضاف: "نظرا لضرورة تأمين حاجيات الماء للقطاعات ذات الأولوية خاصة مياه الشرب والصناعة، يبقى القطاع الفلاحي الأكثر تأثرا بهذا الوضع، بحيث تخضع معظم الدوائر السقوية لتقنين وتقييد صارم في حصص المياه المخصصة للسقي". وتابع: "فإذا استثنينا دوائر اللوكوس والغرب بالشمال، نجد أن جل دوائر السقي الكبرى المسقية انطلاقا من السدود تسجل نقصا حادا في تلبية حاجيات المزروعات، كما بلغت القيود المفروضة على ماء السقي درجة التوقف التام لعملية السقي الذي طال عدة سنوات في عدد من المناطق كدكالة، والحوز وسوس ماسة وتادلة". خطط المملكة لمواجهة موجة الجفاف التاريخية أبرز الوزير البواري، أنه لمواجهة هذه التحديات والرفع من المخزون المائي المخصص للفلاحة والسيادة الغذائية، اعتمد المغرب سياسة استباقية في إطار استراتيجية الجيل الأخضر (2020-2030) والبرنامج الوطني للتزويد بمياه الشرب والري 2020-2027. وتتجلى في مواصلة سياسة السدود الهادفة للرفع من سعة التخزين إلى 26 مليار متر مكعب عبر مواصلة أشغال بناء وتجهيز 18 سدا كبيرا ومتوسطا. إلى جانب تنويع مصادر المياه عبر تحلية مياه البحر بهدف تعبئة ما يناهز 1.7 مليار متر مكعب، ستمكن من تأمين تزويد المدن الساحلية لإتاحة الموارد المائية التقليدية للسقي وكذلك تطوير عرض مائي عبر تحلية ماء البحر يخصص لدعم السقي بالمناطق الأكثر تأثرا بالعجز المائي. وكذا الربط بين الأحواض المائية لتعبئة ما يناهز مليار متر مكعب من الموارد المائية التي تضيع في البحر. وفي هذا الإطار، تم إنجاز الشطر الأول لمشروع الربط بين الحوضين المائيين لسبو وأبي رقراق، ما يمكن حاليا من تحويل ما يناهز 400 مليون متر مكعب سنويا لتأمين تزويد شريط الدارالبيضاءوالرباط بماء الشرب. كما تم إنجاز مشروع الربط بين سد واد المخازن وسد دار خروفة في الشمال، سيمكن من تحويل ما يناهز 100 مليون متر مكعب سنويا. كما كشف المسؤول الحكومي، أن المغرب بصدد إنجاز مشروع جديد لربط محطة تحلية مياه البحر للجرف الأصفر بمحطة الدورات لتزويد جنوبالدارالبيضاء بالماء الصالح للشرب في مدة لا تتجاوز 8 أشهر، حيث تم الشروع في التشغيل التدريجي للمشروع وتزويد جنوبالدارالبيضاء انطلاقا من المياه المحلاة بمحطة الجرف بسعة 60 مليون متر مكعب في السنة. وأشار إلى أن هذه البرامج ستمكن من تأمين مخزون استراتيجي للمياه في خدمة السيادة الغذائية الوطنية مما سيساعد على تعزيز المكتسبات فيما يخص إنتاج المواد الغذائية الرئيسية، من خلال ضمان وتحسين النجاعة المائية للمساحات المسقية حاليا، وكذا تأمين واستقرار مستوى استراتيجي لإنتاج الحبوب، من خلال تطوير الري التكميلي للحبوب.