شهدت الجلسة الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، المنعقدة صباح اليوم السبت بمدينة بوزنيقة، غيابا واضحا لوسائل الإعلام المغربية عن تغطية كلمة الأمين العام لحزب "المصباح"، ورئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران. بنكيران، الذي اعتاد سابقا أن تتسابق وسائل الإعلام الوطنية والدولية لتغطية تصريحاته وأنشطته، وجد نفسه هذه المرة يتحدث أمام عدد محدود للغاية من الميكروفونات الإعلامية (5 منابر فقط)، في مشهد يعكس تغيرا جذريا في علاقته مع الإعلام الوطني. صورة من فيديو كلمة بنكيران في الجلسة الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية واعتبر متابعون أن هذا التحول في تعاطي الإعلام الوطني مع أنشطة الأمين العام لحزب "البيجيدي"، يأتي نتيجة لتوترات متكررة بين عبد الإله بنكيران والمنابر الإعلامية، خاصة أن زعيم حزب "اللامبا" لا يفوت نشاطاً حزبياً للتهجم على زملاء صحفيين أو منابر إعلامية ممن لا يتماشى خطها التحريري مع القناعات السياسية لرئيس الحكومة الأسبق. وعُرف عن بنكيران خلال السنوات الأخيرة، اتخاذه لمواقف تصادمية تجاه الإعلام الوطني، مستغلاً منصات الأنشطة الحزبية لتوجيه انتقادات حادة وصلت في أحايين كثيرة إلى اتهامات صريحة لبعض وسائل الإعلام. وتعرضت منابر إعلامية للهجوم من طرف الأمين العام لحزب "البيجيدي"، وصلت إلى حد التخوين واتهامها بالتبعية لأحزاب منافسة وبالاعتماد على ما أسماه "المال القذر" في تمويلها. كما قرر بنكيران بشكل أحادي وقف التواصل مع بعض الصحف والمؤسسات الإعلامية فقط لأنها تتناقض في خطها مع رؤيته أو لا تقدم تغطية تُرضيه. آخر حلقات هذا التوتر كانت قبل أسابيع قليلة فقط من انعقاد الدورة الحالية للمجلس الوطني، حينما وصف بنكيران رئيس تحرير صحيفة رقمية وطنية ب"البرهوش" و"المأجور". ورغم اعتذاره لاحقا تحت ضغط الانتقادات اللاذعة من الصحافة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الواقعة ألقت بظلالها على علاقة الرجل بالإعلام الوطني المغربي. وعلى خلاف أنشطة باقي الأحزاب السياسية في المشهد السياسي المغربي، التي تحظى بتغطية إعلامية واسعة سواء كانت في صفوف المعارضة أو الأغلبية، وجد حزب 'العدالة والتنمية' نفسه في شبه عزلة إعلامية. ويبدو أن هذا الوضع يعكس تداعيات التصريحات الارتجالية لأمينه العام، التي تكررت فيها انتقاداته الحادة لوسائل الإعلام أو الصحفيين الذين يختلف معهم في أساليبهم أو توجهاتهم التحريرية.