يبدو أن الأمين العام لحزب العدالة والتنمية السيد عبد الإله بنكيران أصبح يولي أهمية قصوى لحضور الجنائز والأعراس أكثر من حرصه على حضور أشغال اجتماع الأمانة العامة لحزبه. وقد لاحظ المتتبعون والرأي العام المغربي كيف أصبح بنكيران مداوما على زيارة المقابر وانتهاز فرصة الدفن لتقديم المواعظ والإدلاء بكلمات وتصريحات « تبدو مؤثرة »، فخلال شهر يبدو أن بنكيران حضر أزيد من 6 جنائز بالإضافة الى استضافة عرس صديقة ابنته. فهل يمكن أن نتحدث هنا عن محاولة بنكيران دغدغة مشاعر المغاربة وكسب تعاطفهم؟ وهي الهواية التي يفضلها بنكيران، بل ويثقنها جيدا. ولعل هذا الأسلوب الذي ينهجه بنكيران، بالإضافة الى سعيه لتجييش داعمين له في معركة الولاية الثالثة، واستقبالها لمن أصبحوا يلقبون بالجحافل أصبح يقلق ويثير حنق أعضاء ومناضلي الحزب. وهو ما ظهر جليا في آخر اجتماع للأمانة العامة الذي غاب عنه بنكيران بمبرر حضوره لجنازة طفل بالدار البيضاء، وهو مبرر يظهر من خلاله أن بنكيران يمر من مرحلة عصيبة، وأنه أصبح يتفادى اجتماعات الأمانة العامة واللقاء بقيادي الحزب كالرميد مثلا، لأن بنكيران يعتقد أنه في موقف وموقع قوة وأن بينه وبين الولاية الثالثة مسألة وقت لاغير. هذا وتجدر الإشارة الى أن إصرار بنكيران على التربع على كرسي الأمين العام وتشبته بمنبر الخطابة من خلال الترشح لولاية ثالثة على رأس العدالة والتنمية ضدا على قوانين الحزب وقواعده، وضع قيادي ومناضلي الحزب في مأزق محرج وهم الذين كانوا يتبجحون بالديموقراطية الداخلية والنزاهة والزهد في المناصب وفي السلطة، ليأتي بنكيران ويضرب بكل ذلك عرض الحائط بعدما استحلى حلاوة الرئاسة التي لم يتبقى له غيرها. *https://www.facebook.com/profile.php?id=100013976471807 = للتواصل مع القراء