أكد عمر حجيرة كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، اليوم الثلاثاء، أن "المغرب جعل من التعاون الإفريقي أولوية في سياسته الخارجية"، مشيرا إلى أن الملك محمد السادس قد عبر عن هذه الرؤية بقوة خلال القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي بأديس أبابا. وأوضح حجيرة في كلمة له بمناسبة افتتاح النسخة الأولى من منتدى الأعمال حول منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، أن هذا المنتدى يأتي اليوم كتجسيد لهذه الرؤية الملكية المتبصرة من خلال تعزيز التعاون بين الدول الإفريقية الأعضاء، باعتبار المغرب فاعلا اقتصاديا بارزا في القارة الإفريقية، قادر على لعب دور رئيسي في هذا التوسع المشترك". وأفاد بأن "التكامل الإقليمي يعد رافعة أساسية لتحفيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل في أفريقيا. فهو يفتح آفاقا مشجعة من خلال تعزيز التعاون السياسي وزيادة التبادل التجاري داخل القارة الأفريقية، فضلا عن جذب رؤوس الأموال الأجنبية. وتضع هذه الاستراتيجية المواطن الإفريقي في صلب اهتماماتنا، سعيا نحو تنمية شاملة ومستدامة، تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى تعزيز دولة اجتماعية قوية». ومن جهته، اعتبر حسن السنتيسي الإدريسي، رئيس الاتحاد المغربي للمصدرين (ASMEX)، أن منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (ZLECAF) هي فرصة فريدة للقارة الأفريقية، إذ قال إن "منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية ليست مجرد منطقة للتجارة الحرة، إنما تجسد حقبة جديدة لإفريقيا. ومن خلال إنشاء اقتصاد متكامل وتنافسي، تفتح المنطقة المجال لفرص عمل مؤهلة، خاصة للشباب، وتشجع على نمو مستدام. لكن تقع على عاتقنا مسؤولية تفعيلها، فإذا كانت منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية توفر الإطار، فإن بناء الدينامية الضرورية يقع على عاتقنا، وذلك عبر الدفاع عن مصالحنا المشتركة وضمان تبادلات قائمة على مبدأ الربح المتبادل. وتصبح بذلك اللوجستيات والاستدامة ركائز أساسية لجعل شركاتنا قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية". كما أشاد ميني واكلي ميني، الأمين العام لمنطقة ZLECAF، بالدور الاستراتيجي الذي يلعبه المغرب في تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب، حيث صرح بأن "هذا المنتدى يعد مرحلة حاسمة في تعزيز الروابط التاريخية والاجتماعية والاقتصادية بين المغرب والدول الإفريقية الأخرى، من خلال تعزيز التعاون والشراكات بين بلدان الجنوب بمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية. ومن خلال هذا المنتدى، الذي جمع وزراء التجارة ومجموعة من الشخصيات العمومية البارزة، وكذا ممثلي الترويج التجاري والخبراء ورواد القطاع الخاص والأكاديميين وأعضاء المجتمع المدني من جميع أنحاء القارة، سيساهم هذا الحدث في ترسيخ مكانة المغرب كمركز استراتيجي أساسي في القارة الإفريقية». وفي ختام كلمته، أعلن كاتب الدولة عمر حجيرة عن تنظيم النسخة الثانية من المنتدى في مراكش، ليصبح بذلك موعداً مهنياً سنويا بالقارة الإفريقية. كما أصدر عدة توصيات رئيسية في هذه المناسبة، من بينها: إنشاء فرقة عمل مشتركة بين الوزارة ومنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF) للإسراع بعملية تفعيل المنطقة، وتطوير دليل مسار التصدير والاستيراد في أفريقيا بالتعاون مع مكتب الصرف، وإدارة الجمارك، وبورنت، والبنوك المغربية، بالإضافة إلى إنشاء هيكل مخصص لأفريقيا لتعزيز الانفتاح وتشجيع التدفقات التجارية نحو أسواق جديدة بمنطق رابح-رابح".