اختار راشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، منصة المنتدى الوطني الختامي للمنتخبين التجمعيين، المنعقد أمس السبت بمدينة أكادير، ليبعث رسائل مبطنة وأخرى مباشرة للخصوم السياسيين لحزبه، كان ل"رفاق بنعبد الله" نصيب الأسد منها. القيادي التجمعي الذي كان يتحدث اللقاء الوطني لتقديم رؤية حزب "الحمامة" للارتقاء بعمل الجماعات الترابية والغرف المهنية، خصص حيزاً مهماً في كلمته لبعث رسائل مباشرة للأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله، بعد الرسالة المفتوحة التي خطها المكتب السياسي ل"الكتاب" إلى رئيس الحكومة. راشيد الطالبي العلمي في مستهل رده على "الرفاق"، قال إن "بعض أطراف المعارضة، أو بالأحرى حزب واحد، لا ينفع معه غير المباشر، لأنه لا يفهم، وعقله ثقيل ولا يستوعب ما يقوم به حزب التجمع الوطني للأحرار". وأضاف عضو المكتب السياسي ل"الحمامة"، أن هذا الحزب في إشارة إلى الPPS "توقف عنده التاريخ في سنة 1991، أي قبل سقوط جدار برلين، ويعتقد أن السياسة ما زالت تمارس بمفهومها الكلاسيكي، أي الصراع من أجل الكراسي"، مبرزاً أن "حزب "الأحرار" بدأ مسار التنمية، لأن الوظيفة السياسية للنخب في القرن ال21 هي إنتاج التنمية وليس التنافس حول الكرسي". واسترسل الطالبي العلمي في رده على "الرفاق"، بالقول: "أن ترتكن إلى المعارضة يتيح لك المساهمة في التنمية، ومن في الأغلبية يتجلى دوره في تنفيذ التنمية"، مشيراً إلى أن "التجمع الوطني للأحرار قفز بفكره الإيديولوجي وانخرط في القرن الجديد ولا يمكن أن يرهن نفسه حبيس الماضي، على عكس هذا الحزب (الكتاب) لازالت لديه مفاهيم تقليدية في هذا الحقل". وبعد أن استعرض إنجازات الحكومة رغم الظروف الصعبة التي تسلمت فيها المسؤولية، انتقد المشاريع والأوراش التي لم تنجز خلال الولايات الحكومية السابقة والتي كان "التقدم والاشتراكية" عضواً فيها، حيث قال: "الحكومة رغم مخلفات جائحة كورونا لم تبع الطائرات كما فعلت الحكومة السابقة، ومخطط المغرب الأخضر ظهرت قيمته خلال هذه الأزمة". وتابع: "لو تم إنجاز السدود المبرمجة في وقتها، لما تمت تعبئة كل هذه الموارد المالية من أجل حل إشكالات نقص المياه ونقلها من سد إلى آخر"، إلا أنهم يضيف الطالبي العلمي "يريدون إلصاق فشلهم على ظهر حزبنا والأغلبية الحكومية". وأورد الطالبي العلمي، أن حزب "الأحرار" الذي يقود الحكومة "وضع الإنسان في قلب انشغالاته من النتائج المحققة بفضل الحوار الاجتماعي، والدعم الاجتماعي المباشر، والنهوض بقطاع الصحة، كلها مشاريع تستهدف الإنسان والتنمية الاجتماعية". ومضى مسترسلاً: "الارتجالية قتلت بعض الأحزاب وهربت نقاش عمل الحكومة إلى الشكليات، بالرغم أن الوثيقة الدستورية خلقت التوازن الكافي بين المعارضة والأغلبية"، معبراً عن أسفه للرسالة المفتوحة التي صدرت عن "رفاق بنعبد الله"، بعد أن "أعطى لنفسه صلاحية الحديث في كل شيء، بالرغم أن التزامات الحكومة كانت واضحة، ومرجعيتنا هي الحملة الانتخابية والبرنامج الانتخابي".