بدّدت واقعية جنوب إفريقيا أحلام المنتخب المغربي في نهائيات كأس إفريقيا، المقامة حاليا في كوت ديفوار، وأنهت مشواره في العرس القاري، بدور الثمن. الخروج المفاجئ للمنتخب المغربي المدجج بالنجوم والمرشح رقم واحد للفوز باللقب، على يد منتخب جنوب إفريقيا المكون من لاعبي النادي المحلي، ماميلودي صن داونز، يعود إلى ثلاث أسباب رئيسية. خيارات الركراكي السبب الأول لإخفاق رابع العالم في تجاوز منتخب في المتناول، هو إختيارات المدرب وليد الركراكي، الذي يبقى وفياً للأسماء التي تألقت في كأس العالم 2022، مما جعله عرضة للإنتقادات، خاصة في هذه المباراة التي أشرك فيها لاعب بايرن ميونخ، نصير مزراوي، في أول ظهور له بالعرس القاري، رغم أنه كان يُعاني من إصابة منذ حوالي شهر ونصف، حيث كان هذا الظهير الأيسر بعيداً جداً عن مستواه وعجز عن مجاراة نسق المباراة، خاصة مع السرعة التي كانت تميز لاعبي منتخب "بافانا بافانا". غياب زياش وبوفال أما السبب الثاني في هزيمة المنتخب المصنف 13 عالميا ضد المصنف 66 عالميا، فهو متعلق بالأسماء المهمة التي خسرها وليد الركراكي في مباراة الدور ال16 أمام جنوب إفريقيا، على غرار النجم حكيم زياش المصاب والذي يُعتبر أحد أحسن لاعبي "أسود الأطلس" منذ بداية البطولة، كما أنه أحسن منفذ لركلة الجزاء التي ضيعها أشرف حكيمي في وقت حساس من المباراة، في وقت كان أمين عدلي، لاعب باير ليفركوزن، ظلاً لنفسه في المباراة ولم يستطع تقديم الإضافة للجهة اليمنى في غياب نجم غلطة سراي التركي، إضافة إلى غياب آخر مؤثر للجناح الأيسر سفيان بوفال المصاب، الذي ترك مكانه الأساسي للشاب عبد الصمد الزلزولي، وهو بدوره لم يستطع أن يكون مؤثراً في تشكيلة المنتخب المغربي، إلا خلال بعض الفترات من الشوط الثاني. ضغوطات الترشيح وهناك سبب ثالث يُمكن القول أنه أثر على مردود المنتخب المغربي وجعله يودع كأس أمم إفريقيا لكرة القدم بشكل مُبكر، وهو دخول اللاعبين هذه الدورة بثوب المرشح عطفاً على المستوى المقدم في كأس العالم 2022 في قطر وتحقيق إنجاز تاريخي بالوصول إلى الدور نصف النهائي، وهو ما يعتبر غير مسبوق بالنسبة للعرب والمنتخبات الإفريقية، ما جعل الخبراء والتقنيين يرون في منتخب "أسود الأطلس" مرشحاً أولاً للتتويج باللقب القاري، وهو ما يمكن القول إنه زاد من الضغط أكثر على اللاعبين وأثر على تركيزهم وحضورهم الذهني، وهذا ما تظهره المباراة غير الموفقة التي لعبوها أمام جنوب إفريقيا.