اعتبر عبد اللطيف وهبي، وزير العدل والأمين العام لحزب "الأصالة والمعاصرة"، أن الحريات الفردية مصلحة وطنية تستجيب لمقتضيات الحداثة ولا تتعارض مع روح الدين الإسلامي. وقال المسؤول الحكومي، الذي كان يتحدث في لقاء فكري استضافه مركز الحوار العمومي والدراسات المعاصرة، ليلة أمس الثلاثاء، بالمكتبة الوطنية بالرباط، حول "الحريات الفردية بين القيم الكونية والثوابت الوطنية"، (قال) إن "الإسلام والحداثة يشتركان في القيم العليا نفسها: الحرية، الكرامة، المساواة، العدل، العفو، المحبَة، الرَحمة، الحكمة، إلخ". ومضى مستطرداً، بالقول: "غير أني أميز ابتداءً بين الدين والفهم التاريخي للدين: فالدين شعور نابع من فطرة كل شخص بنحو عفوي يتناسب مع شخصيته، وذلك وفق تعاليم الذكر الحكيم [ لَا إِكرَاهَ في الدِّين ] البقرة 256؛ [ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِه] الإسراء 84؛ [ لِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ] البقرة148؛ [ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفسٍ إلّا عَليْها ولا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ] الأنعام 164؛ [ وَمَا أرسلْنَاكَ إِلاَّ رحْمةً للعَالمِين ] الأنبياء 107؛ [ لا إكراه في الدِّين ] البقرة 256". والآيات البينات كثيرات، يضيف عبد اللطيف وهبي "أَما الفهم التاريخي للدين فتخترقه وجهة نظر تسلُطية، مفادها أن الدين نمط واحد، شاكلة واحدة، وجهة واحدة، ما يعني الإكْراه؛ والإِكْراه مَكْرُوهٌ في القُرآن". في هذا السياق، بسط وهبي خمس مرافعات اعتبرها "أساسية": "المُرافعة الأولى تهم الحريات الفردية مَصلحة للوطن ومنفعة للجَميع، والمرافعة الثانية تخص الحريات الفردية صيرورة مجتمعية مغربية، أما المرافعة الثالثة فتتعلق بالحريات الفردية أساس الدولة الاجتماعية، والمرافعة الرابعة حول الحريات الفردية وروح الدين الإسلامي، وبخصوص المرافعة الخامسة فتخص دلالات الحلال والحرام في الإسلام".